top of page

بين البذخ والترشيد: كيف تُدار ميزانية الأسرة



كثيرا ما نادى العقلاء في مجتمعنا منذ أمد بالترشيد في ميزانية الأسرة ، وترك البذخ الزائد والتخلى عن الإفراط في عدد من الكماليات غير الضرورية ، وكذلك عن بعض العادات مثل الإسراف في ولائم الزواجات ، والضيافات بحجة الكرم بينما هي في حقيقتها تتجاوز ذلك إلى مرحلة الإسراف والتي نهى عنها الدين الحنيف ، ولنا في السابقين ومن حولنا عبرة. عدم التقنين في مصروفاتنا بشكل عام وفي ميزانية الأسرة بشكل خاص خلق لنا جيلا يعاني من أزمات مالية متلاحقة بحكم مجاراة الآخرين والتكيف مع طبقات المجتمع .


محاور القضية:


▪ كيف تتم التوعية بترشيد النفقات وخاصة في ظل الظروف الحالية ، ولا يعني ذلك التخلي عن شيء أساسي بأكمله ولكن وفق الاحتياج ؟


◾ كيف نضع آلية للتقنين بدلا من الإفراط الزائد في الكماليات والتي لانحتاج أكثرها بالضرورة ومنها الإسراف في تناول الوجبات في المطاعم الشهيرة بشكل أسبوعي؟


◾ هل محاولة زرع عقلانية الاقتصاد في نفوس أبنائنا بدلا من ترك الحبل على الغارب يعود بالفائدة على الأسر؟


◾كيف يمكن أن نوجه رسالة إلى مجتمعنا بالتعامل الوسط مع ظاهرة الحفلات والضيافات وعدم الإسراف والتفريق بين الكرم والإسراف مع ربط ذلك بتعاليم الدين الحنيف؟



محمد علي قدس

لقد أصبحنا نواجه في وقتنا الحاضر بالكثير من الأزمات الإقتصادية والعجز المالي إضافة إلى الدعوى للترشيد في النفقات وضبط المصروفات.ويعد بالتالي موضوع أهمية ترشيد نفقات الأسرة بوضع ميزانية لها بنودها من أهم الضرورات لتلافي الإسراف والبذخ وشراء ما يعد من الكماليات ووضع أولويات للصرف والنفقات في حدود المطلوب وما هو ملح وضروري. يبرز هنا سؤال له أهميته: التدبير والاقتصاد المنزلي من الدراسات التي تدخل ضمن اهتمامات ومسؤوليات المرأة لماذا لم تستفد منها في توعية الأسرة السعودية لضبط نفقاتها وتقنين ميزانية صرفها يوميا وشهريا وسنويا؟


سعود هاشم

في رأيي أن ترشيد النفقات سيفرض نفسه على رب الأسرة من خلال تحول المجتمع من مجتمع استهلاكي إلى مجتمع منتج. أي عندما يتعب رب الأسرة ويشقى في كسب لقمة العيش لا شخص يعيش عالة على الحكومة التى تعني للكثيرين على أنها تكية يضمن من خلالها الرزق الوفير. قد يكون رأيي متطرفا ولكن هذا ما أراه.. واستشهد بأن هذا الاسراف لن تجده لدى العوائل ذات الدخل المنخفض أو الطلاب الذين يدرسون في الخارج على سبيل المثال. المطلوب المزيد من نشر ثقافة الترشيد مع قيام بعض الأثرياء بضرب أمثال جيدة الناس.


إن الآلية موجودة في الغرب وكل ما نحتاجه هو أن يقوم كبار القوم من الوجهاء باتباعها ليكونوا قدوة. فعلى سبيل المثال، أسلوبنا في إعداد مائدة الطعام أسلوب يؤدي إلى الإسراف.. مثلا التركيز على منظر السفرة مملؤة بأنواع الأطعمة إكراما من الزوجة لزوجها أو من المضيف لضيفه هو فكر ضار فالله تعالى لا يحب المسرفين. أرى أن يتم التركيز الإعلامي على جمال السفرة من أواني وورود وأشكال جمالية.. ما المانع أن نأخذ من الغرب ما تراه حسنا، وأن تكون الوجبات محددة لكل شخص مثل طبق شوربة أو سلطة ثم طبق رئيسي ثم قطع من الحلوي، فذلك سيعود بالنفع ماليا وصحيت. في نظري أن التغير في أسلوب تناول الطعام سيؤدي إلى وفر هائل في كمية الطعام التي يتفاخر المضيف بها أمام ضيفه ثم ترمى إلى حاويات النظافة.


بخيت آل غباش

في مجتمعنا نعاني من خلل كبير في سلوكنا المعيشي ، والسبب في هذا الخلل هو أننا نمارس في حياتنا اليومة سلوكيات تتنافى مع ما نتغنى به من مثل ، دائما نعزو كل تصرفاتنا للدين ، ونقسيها عليه ، ونمقت كل تصرف يتنافى مع ما نؤمن به ، ولكنه كلام لا يتعدى حناجرنا ، والحل برأيي يكمن في أن نعمل على أن نبدأ بتغيير انفسنا ابتداءً ثم ننطلق نحو المجتمع بعمومه ( إبدأ بنفسك ومن تعول ) ، فكلنا يجيد ترديد هذه المثل وكلنا يجيد انتقاد الآخر وفحص تصرفاته ووزن سلوكه ، ولكنه لا يسقط ذلك على نفسه ..!! ولو أقمنا هذا الميزان على أنفسنا لرأينا الأمر مختلفا ، ولغابت كل مظاهر البذخ النتنة من مجتمعنا .

قد يقول قائل أني أمارس نوع من جلد الذات .!! وأرد عليه أن طبائع الإنسان لا تجعله يقيم تصرفاته في هذا الميدان على وجه الخصوص ، بل أنه أحيانا يرى أن ضبط ميزانية أسرته بُخل وتقشف وعار يرفض أن يوصم به ، ولذلك لا نرى ما نفعله .!! هذا من جانب ومن جانب آخر فلا شك في أن التوعية والتثقيف للمجتمع من قبل المختصين عن أهمية إدارة الموارد وكيفية وضع خطة للنفقات داخل الأسرة ضرورة ملحة يجب المبادرة إليها وبشكل عاجل.


خالد السليمان

يعاني بعض أفراد مجتمعنا من سوء إدارة النفقات والمصروفات ، ولا يملكون خططاً مالية للموازنة بين دخلهم ومصروفاتهم ومدخراتهم. معظم ملفات المتعثرين المرصودة لدى "سمه" عنوانها اصرف ما في الحيب يأتيك ما في الغيب والأسوأ من ذلك "الصرف من خارج الجيب" ، أي الاقتراض وتحميل النفس فوق طاقتها والدخول في نفق المديونيات المظلم . نحن بحاجة ماسة لبناء وتعزيز ثقافة الإدارة المالية لدى الفرد منذ الصغر حتى نخلق وعيا يحصن المجتمع بكل فئاته من الغوث في رمال الديون المتحركة. وربما لعبت المؤسسات المالية والمصرفية دورا في المشكلة بتسهيل واحتذاب المواطنين للحصول على قروض تفوق حاجتهم أول لا يحتاجونها أصلا بسبب ضعف وعي الإدارة المالية والثقافة الادخارية . كانت "سمه" طرحت مشروعا للتدريب وتقديم الدورات لمليون طالب في الجامعات والمدارس للتوعية بإدارة المصاريف وأهمية الادخار ، لكنه للأسف وقع في شباك بيروقراطية الأدراج بوزارة التعليم ، وإن كانت الوزارة تداركت ذلك مؤخرا بالإعلان عن خطط لتضمين المناهج الدراسية مثل هذه البرامج التوعوية .


راشد الزهراني

الاسراف في كل شيء يحرمه الشرع. يروى عن سعد بن أبي وقاص عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه نهى عن الإسراف ولو كان على نهر جارٍ. وقال صلى الله عليه وسلم-: (كل واشرب والبس وتصدق في غير سرف ولا مخيلة) فالمؤمن مأمور بالاقتصاد في كل شيء حتى في الوضوء والغسل يقتصد...اا

أما عن الكرم فلنا في نبي الله ابراهبم عليه السلام قدوة حسنة في اكرام الضيف حينما قدم لضيوفه من الملائكه المكرمين ذلك العجل السمين عجل كامل رغم قلتهم... ولم يكن ذلك اسراف في كرم الضيافة.. فهنا يجب ان نفرق بين الكرام وان زاد وبين الاسراف وان قل ...اا

وقد يجهل ذلك الكثير من الناس لدرجة البدخ ... ففي كثيرا من المناسبات وكما يعلم الجميع يتخوف صاحب المناسبة ان يقل في حق ضيوفة فيكثر في الذبائح بل يقدم ذلك الحاشي ومن حواليه المفطحات وكأنها زينة للمائدة ... ويكون مصير تلك النعم الى مرما النفايات أكرمكم الله... والله رأيتهم بأم عيني ذبائح كاملة ترمى ناهيكم عن الارز وغيره من السلطات والايدامات .. وهذه كارثة قد تصيبنا بغضب الله ومن ثم العذاب.. وقد يتغير الحال الى جوع وفتن ومصائب كما هو المشاهد في دول الجوار...اا لذا ينبغي الرجوع إلى ما يفرضه الشرع علينا من حفظ النعم وعدم الاسراف وان نامر بالمعروف وننهى عن ذلك المنكر بايجاد الحلول وهي في متناول ايدينا .. ارى ان تضع الامانات والبلديات والشؤون الاسلامية ضوابط حازمه عند قصور الأفراح واجبارها من ضمن شروط العقد تأمين مؤسسة خيرية لحفظ النعم.. ومن يخالف ذلك يكون عرضة للغرامة المالية...اا

وعن هولاء الذين يقترضون من اجل الهياط وهو بين ولكن هناك من يقترض من اجل ان يتجمل امام معازيمه وان لا يكون ناقص عنهم وهذا من مآثر العادات والتقاليد التي اجبرتنا عليها.. ولن تتغير تلك السلوك الا بتغبر مفهومنا لفهم والتكيف مع تلك العادات الصالحة والابتعاد عن الطالح منها.. لانها مذمومة ....اا


عصام عابد

من يعيش خارج المملكة وحتى في اغنى الدول وبخاصة الغربية منها ويقارن بين ثقافة الاستهلاك والترشيد بيننا وبينهم يبكي ندماً على اسلوب نشأنا وتعودنا وكبرنا عليه ونحن نتوهم انه من صفات الكرم ، واننا ولله الحمد في غنىٌ فالداخل اكثر بكثير من الخارج والحمد لله على النعمة .... لو عدنا الى تاريخ اجدادنا الاوائل ومعاناتهم وحرمانهم قبل ان يغدق الله من نعمه على هذه البلاد لاتعظنا ، ولكن حتى العظة نتجاوزها كل يوم بالرغم من ان الظرف الآن قد اختلف عما كان عليه في سنوات الطفرة ، واستمرينا بنفس الثقافة . فقط اريد ان استشهد وهذا هو الحال ببلد كالنرويج وهو من اغنى دول العالم ، ودخول شعبها من أعلى الدخول على مستوى العالم ، ومع ذلك لا يلاحظ الاسراف في مصروفات الشعب او الحكومة ، بل انه يحسب حساب كل قرش فيما يصرف وكيف صرف ، فنادرا ما تجد ان اثرياء البلاد يمتلكون السيارات الفارهة ، او ان ترى مظاهر البذخ في بيوتهم او مصاريفهم ، فكان ان حافظوا على ثرواتهم للاجيال القادمة من ابنائهم ، هذا الى جانب صندوق سيادي انشأته الدولة لتحفظ وتستثمر فيه اكثر من ٩٠٪‏ من دخل الغاز والبترول للاجيال القادمة ،، رشدت الدولة مصروفاتها فرشد المواطن فعاشوا مصنفين كأسعد شعب في العالم .


فيصل المران

مايحدث في بعض المناسبات والاحتفالات من بذخ وأسراف مؤشر خطير وخطير جدا على عدم حفظ النعمه .. ودليل قاطع على قلة وعي المجتمع في ترشيدهم واستهلاكهم. كثيرا من جوانب الإسراف الحاصله تدخل في حيز ومفهوم الكرم الخاطى والنفاق والهياط للمسرفين . وتنافي الكرم المطلوب وتعاليم ديننا الحنيف في شكر النعم والمحافظة عليها.عملية التنظيم كما اشرنا في الاستهلاك والترشيد بشكل عام بكل آسف غائبة لدى كثيرا من الأسر والبيوت. لذلك لابد أن يقوم الإعلام والجهات المعنية من المؤسسات التعليمية والدينية بدورهم في توضيح خطورة الإسراف وانعكساته السلبية سواء من الناحية الدينية أو الاجتماعية. كذلك لابد إيجاد برامج توعوية فعالة للناشئه من خلال وسائل الإعلام الجديد وغيرها من الوسائل التي تناسبهم باعتبارهم أكثر شرائح المجتمع حاجة للتوعية بهذه المشكلة الخطيرة نظرا لكونهم خلقوا وسط كثيرا من النعم التي لاتعد ولاتحصى في وقتنا الحاضر.


يحيى زيلع

هناك توجيه رباني يجب أن لا نغفل عنه ذكره الله تعالى في كتابه الكريم "ولا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا". ويجب أن ندرك جميعا أن المرحلة تقتضي وتعني "الترشيد" في الشراء والاستهلاك. كثير من مظاهر الحياة اليومية تدعو للإسراف ومن ذلك السكن في مساحات واسعة ووجود الخدم والعمالة الزائدة عن الحاجة وأعداد السيارات "حديث موجه لمن أنعم الله بسعة في الرزق". فيجب أن يعي العقل العربي أن الكرم لا يعني البذخ وفك أسره من العادات والتقاليد التي ما أنزل الله بها من سلطان. التربية الأسرية عامل مهم في النشأة الصحيحة، كذلك تقع على المؤسسات التربوية أدورا مهمة جدا في غرس قيم الكرم والضيافة. فالمطبخ المنزلي ومحتوياته يشكل خطوة أولى في الترشيد وعدم الإسراف في الأكل والشرب.


د. عبدالرحمن الحبيب

الوضع يحتاج إلى وعي وإرشاد وتعاون ومبادرات على ان تكون هذه المبادرات من شخصيات معروفة ومرموقة ومقبولة من المجتمع وعليه .

اولا :لابد أن يكون هناك حصر لهذه المناسبات مثل مناسبات الخطوبة والملكة والزواج والنجاح والتخرج وعيد الميلاد والدوريات بين العوائل والاصدقاء وغيرها

ثانيا : الشخصيات التى قلت عنها ممكن أن تبادر بعمل شي في هذا الموضوع وتكون اشبه بالقدوة وتبني ذلك كأن تكون المبادرة من أمير أو شيخ بارز أو وزير أو رجل أعمال أو فنان مشهور أو لاعب مشهور .

وللاسف أنك تجد احيانا في بعض افراد المجتمع مظاهر زائفة كأن تجده يملك سيارة فارهة وهى يسكن في بيت مستأجر وشعبي صغير أو يدفع لحفل زواج مبالغ طائلة وهو لايملك هذا المبلغ وانما عن طريق سلفة او قرض.


نورة أبا الخيل

الإسراف غير المبرر يدل على أن مجتمعنا ينظر للمادة على حساب القيم قديماً كان ينظر للشخص اوللأسرة بقيمها وأخلاقها ودينها انما الآن مع الأسف ينظر كم يملك من المال وهذا من أسباب فشل كثير من الزيجات والإسراف ليس فقط باالنسبه للأسر او الأفراد لاحظ لحضور المناسبات فى الجمعيات الخيريه حيث الموائد فيها بذخ بشكل كبير والمطلوب منها توفير هذه الاموال لعمل خبرى كذلك فى المؤتمرات التى تعقد عندنا تلاحظ مظاهر الاسراف فى الموائد والزهور وكوادر اللذين يقدمون الخدمة للحضور وفى الخارج تقدم أصناف خفيفه وأخدم نفسك بنفسك اذا مظاهر الاسراف على جميع المستويات كذلك لهذا أعتقد انه لابد من حملة توعيه للاسر ولجميع الجهات ولابد ان يضرب مثل جيد خاصه من الأسر المقتدرة ماديا فى الاقتصاد سوى حفلات الزواج اللى احس بالالم على البذخ اللى يحصل كذلك على وسائل الاعلام دور كبير فى محاربة هذه الظاهرة واتفق مع د. عبدالرحمن ان كثير من الناس تقترض لحفلات الزواج والمناسبات ويتبعون مبداء الصيت ولا الغنى.


محمد العطوي

قضية الترشيد الأُسَري موضوع قديم جديد. أعتقد أن أهم نقطة فيه هي نقطة الوعي والاتفاق بين أفراد الأسرة على الضرورات والكماليات. فكم من المبالغ تهدر على أشياء يستغنى عنها بسهولة. وكم من الضروريات فقدت لطغيان الكماليات عليها. من الصعب جدا تغيير السلوك الاجتماعي في غضون أشهر او سنوات قليلة. لكن من الضروري البدء في توعية شاملة منفذة بأسلوب احترافي كأسلوب الدعايات التجارية تلفت نظر الشباب لجوانب بسيطة في الترشيد لكنها مهمة وتصنع فرقا كبيرا في الدخل والصرف. فكرة إغلاق لمبة الغرفة او الحمام بعد الخروج بسيطة لكن قليل من يطبقها. وقس على ذلك. هناك ظواهر كبرى يجب أن يتم التصدي لها من الجهات الحكومية مثل الاسراف في حفلات الزواج او الدعوات والاحتفالات. هذه ضررها أكبر على المجتمع بكامله.



Comments


Featured Posts
سوف تأتي المنشورات قريبًا
انتظرونا...
Recent Posts
Archive
Search By Tags
Follow Us
  • Facebook Basic Square
  • Twitter Basic Square
  • Google+ Basic Square
bottom of page