الحرب على المخدرات
إعداد/ أميرة عبيد
الحرب المعلنة على المخدرات على المستوى الدولي تعتبر حرب استنزاف للطاقات والمواردالبشرية وهي بلا شك نتيجتها حرب تدمير للعقول الانسانية وتعطيل للقدرات اذا تفشت في المجتمعات ، ونتيجتها خطر يهدد الدول ويستنزف قدراتها .. خطر محدق نسمع دوي صافراته على الحدود ، وداخل السجون ومستشفيات الأمل ، وبالتأكيد يمثل خطرا في بعض الأسر عندما تصرخ في بيتنا مدمن ، صوت يخيفنا جميعا كمجتمع على جيل لا يزال مثقلآ بقيم المتغيرات والمغريات المتسارعة وهو جيل يستجيب لهذه المتغيرات ان لم نحصنه بالقيم الاسلامية وننبهه بهذا الخطر الكبير.
موضوع الحرب على المخدرات يجب ان لايتوقف فأمرها مخيف جدآ .. أمنياً واجتماعياً واقتصادياً، لاشك ان هناك زمرة مفسدين يتاجرون بطموحات شبابنا نحو القاع والضياع والفشل أمام مافيا تهريب دولي منظم تريد أن تقتص منك وتضربك في أعز ما تملك أمام ساحة حرب مفتوحة الجبهات دون أن تشاهد فيها أحداً.
وانما تشاهد وتلمس نتائجها وضحاياها الوخيمة .. نعم تمدير للعقول هم بالفعل إرهابيون وأكثر مما يفعله اولئلك الارهابيون الذين يفجرون .. ولكن هدفهم واحد هو تدمير الشعوب .. والتحدي الكبير اليوم ليس أمام رجل الأمن أو مفتش الشرطة أو الجمارك وحدهم ، بل التحدي اليوم أمامنا نحن كمجتمع (الأسرة المدرسة الاعلام ) يجب ان لا نستسلم امام المرتزقة الجبناء أو نخشي منهم فكل قادر على القيام بمسئولياته تجاههم وتجاه هذا الجيل من الشباب بإحتواء الضحايا المتعاطين ومتى ماتم تعافيهم حتما سيعودون لبنة صالحة في بناء المجتمع.
وبالرغم من استهداف مهربي المخدرات للعديد من الدول إلا أن الجهود التي تبذلها حكومات دول العالم استطاعت أن تفشل الكثير من مخططاتهم الدنيئة واستطاعت تعريتهم ذلك أن الحكومات لديها القدرة على إفشال مخططات تجار السموم ولديها القدرة على كشف جميع الوسائل التي يمكنهم استخدامها بحكم الخبرة وإخلاص النية وعزم الدول وحكوماته على الحد من انتشار آفة المخدرات والقضاء على منتجي ومهربي ومروجي المخدرات.
كشفت العديد من المصادر الأقليمية والدولية عن ارتباط المخدرات بالجريمة والجريمة المنظمة وقضايا غسل الأموال وشبكات الإرهاب، بالإضافة إلى أنها تهدد كيانات الدول لما لها من أضرار ومخاطر على كافة الجوانب، الصحية والاجتماعية والأمنية وكذلك اقتصاديات الدول، وهذا ما تؤكده المؤشرات الإحصائية والأرقام حول مدى خطورتها على المجتمع في ظل إزدياد تجارتها وتعاطيها لعدة عوامل من أهمها زيادة تجارة وتهريب المواد المخدرة غير المشروعة، وإستخدام أساليب التهريب المختلفة وانتشار وسائل التقنية ووسائل الاتصال وإزدياد دول الإنتاج واتساع الأراضي الزراعية المخصصة للمواد الأفيونية في بعض دول العالم وارتباط تجارة المخدرات بعمليات تمويل الارهاب وغسل الأموال وانتشار صيدليات الانترنت .... وكشف تقرير صادر عن هيئة الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة ‹›يو إن أو دي سي›› أن هناك 052- 552 مليون متعاطي ومدمن على المخدرات في العالم عام 4102م، أي واحد من كل 002 شخص على مستوى العالم، مشيراً إلى أن عدد متعاطي المخدرات في العالم سيصل إلى 300 مليون شخص بحلول عام 0012.
وتشير الاحصائية الدولية إلى أن الكثير من مستنشقي المخدرات أو متناوليها عن طريق الفم يلجؤون بشكل متزايد لتعاطي المخدرات الكيماوية المحفوفة بخطر الإدمان. ويموت كل عام نحو 002 ألف شخص جراء تعاطي مخدرات غير مشروعة في حين يموت 2.3 مليون شخص سنويا بسبب الكحول و5.1 مليون شخص بسبب تدخين السجائر.
وختاما حمانا الله وإياكم وجميع دولنا ومجتمعنا العربي خاصة من هذه الآفة الخبيثة وهي دعوة الى حشدالطاقات الاعلامية والتعليمة في منطقتنا العربية للوقوف صفا واحدا تجاهها وتجاه المفسدين وتعريتهم والعمل على تهيئة جيل واع مدرك بما يحيط به.