الدكتور عبدالله العساف يجيب على أسئلة النخبة
الدكتورة منيرة العكاس
كيف يتعامل اعلامنا مع التطور الرهيب في المشهد السياسي من حيث سرعة ملاحقة الخبر وتحليله والرد عليه بسرعه تناسب سرعه التغيير الذي نعيشه؟
العساف:
يجب أن يكون الإعلامي قريباً من السياسي، ومطلعاً على مالا يسمح لغيره بالاطلاع عليها لمعرفة التوجه العام وصياغة الخبر والمقال بما يتناغم مع المزاج السياسي وخصوصا في عالمنا العربي، وأحب أن أؤكد أننا نعيش انفصاما بين الجانبين، فقد سألت الكثير ممن تستضيفهم وسائل الإعلام المختلفة هل لديكم رؤية أو معرفه بالتوجه السياسي، فكانت الإجابة لا، ولكننا نجتهد قبل يومين اعتذرت عن الحديث عن تأثير الموقف المصري على العلاقات بين مصر والسعودية لأني سوف أكون كمن يمشي بين الألغام وقديما قالوا عن الصحافة إنها مهنة المتاعب.
صالح الخزمري صحيفة الجزيرة
*هل إعلامنا يؤدي الدور المناط به في إظهار الصورة الحقيقية لوطننا المتسم بالوسطية والاعتدال والبعد عن الغلو؟ * هل أدى إعلامنا دوره في الدفاع عن الوطن تجاه تلك الأقلام المأجورة التي تستهدف الوطن بين فترة وأخرى؟ * ما المقصود بمفهوم الإعلام الاجتماعي والأمني والسياسي ؟
العساف :
إعلامنا بجناحيه العام والخاص من منظوري الخاص لم يقم ب01 % من واجبه بل إن العالم أصبح يديننا من إعلامنا ويستشهد بمقولات لبعض كتابنا ومن أعمالنا الدرامية التي عززت الصورة النمطية لمجتمعنا بل وصنعتها في بعض الأحيان وللأسف أقول أن إعلامنا غير مبادر ولا يتحرك إلا متأخراً بعد أن يتلقى التعليمات، فالسلاح الفعال اليوم هو الإعلام- القوة الناعمة- التي تستطيع أن تغزو بها العقول وتغير الاتجاهات وتصحح التصورات دون أن ينتقدك أحد، أنظر إلى أمريكا بعد غزوها للعراق وافغانستان استخدمت هذا السلاح بكفاءة قنوات الحرة وراديو سوا وغير ها من المطبوعات وأشار إلى أن الإعلامي الأمني هو جزء من الإعلام المتخصص وهو يُعنى بالتوعية الأمنية والإعلام الاجتماعي وهي صحافة المواطن أو “السوشل ميديا” التي حولتنا من متلقين سلبين إلى مشاركين وفاعلين وصانعين للحدث بينما الإعلام السياسي لبناء الرأي العام وتوجيهه وحتى للتأثير على صانع القرار.
محمد العطوي
* نرى ضعفا عاما في المشهد الإعلامي السعودي الخارجي خاصة هل سبب ذلك يعود إلى ضعف المنتج ؟ وبالتالي ضعف المناهج وطرق التدريس في الجامعات؟ * لماذا يتفوق الإعلام الخاص على الإعلام الحكومي غالبا في الطرح ومعالجة المواضيع. مع تساوي الفرص ووجود الامكانات والدعم المالي ؟ *ماهو مستقبل الإعلام الورقي في نظركم ؟
العساف:
بالنسبة للإعلام الخارجي ليس العيب في مخرجات التخصص بقدر ماهو سلبية القائم على هذا القسم من الإعلام والذي يعتبر قسماً مهما وحيوياً تم اختزاله في توزيع مطبوعات وصور وكتب عن السعودية في بعض المناسبات كما إن العاملين فيه ينظرون لأنفسهم بأنهم موظفين فقط لا حاملين رسالة ومدافعين عن بلد وسفراء لأمة فهم بحاجة إلى رؤية وأهداف يجب تحقيقها ، والإعلام الخاص مساحة الحرية لديه كبيرة وإجراءات اتخاذ القرار سريعة يذكر بعض الزملاء في الإعلام إن إخراج كاميرا لتصوير حدث يحتاج عدة توقيعات وكما نعلم أن الخبر كالسمك يفسد بمرور الوقت وأضاف أن الإعلام الورقي مصيره للاندماج والتحول من الصحافة الخبرية إلى الصحافة الاستقصائية والتحليلية.
إبراهيم بهكلي
* هل إعلامنا حر ويتمتع بمساحة من الحرية لطرح الرأي المناسب ، أم اعلام رسمي يوجه بفرض سياسة إعلامية تتعامل مع تلك القضايا وفق أجندات مدروسة؟ * ماهي الرؤية التي يجب أن ينتهجها إعلامنا الرسمي وأخص بذلك وزارة الثقافة والإعلام من خلال الإدارات المعنية بها ، خاصة وكالة الإعلام الخارجي في كيفية التعامل مع الحملات المسعورة تجاه النيل من المملكة ، وكيف ترى أدائها؟ *هل بالفعل يوجد لدينا إعلام اجتماعي يهيئ ويوضح للرأي العام المحلي الدور المطلوب منه للتعامل والتعاون معه لتحقيق الأهداف المتوخاة ،أمنيا وسياسيا؟
العساف:
إعلامنا في هذه المرحلة فاقد للبوصلة ويعاني من ضبابية الرؤية في أحسن الأحوال قياسا على التحديات الإقليمية والدولية والتركيز المتعمد على المملكة التي فالمتابع يلحظ أن فوهات الإعلام القريب والبعيد باتت تقصفنا وترمينا بقوس واحده كما لم نسلم من النيران الصديقة، فإذا لم يعمل إعلامنا بكامل طاقته في هذه المرحلة فمتى يتحرك لذا يجب إعادة التأسيس لمرحلة إعلامية منسجمه مع السياسية السعودية الجديدة ومع المشروع الريادي السعودي في الحفاظ على الأمن العربي والإسلامي وما زلنا نعيش فترة مخاض الإعلام الجديد وإن كانت قد اتضحت معالمه وبرزت قيادات مختلفة للرأي العام يجب توظيفها والاستفادة منها.
الدكتور خالد المرغلاني
* يتفق أغلب المهتمين في الشأن الإعلامي بأن هناك قصور كبير في الأداء الإعلامي أدى إلى عدم مواكبة تطلعات المجتمع أو الحكومة من الإعلام؟ *كيف يمكن أن نكون قوة إعلامية بصفة منتظمة ومستمرة على غرار ما نتابعه من حراك مهني من اعلام فاعل عالميا وبنسق الحملات الإعلامية التي تقوم بها الدول المتقدمة ؟ * كيف يمكن لهيئة الإذاعة والتليفزيون السعودي أن تقوم بالدور المأمول منها بدون هيمنة بيروقراطية الوزارة؟
العساف:
استنساخ التجارب العالمية وتكييفها بما يخدم ويتلاءم مع مجتمعنا وقيمنا الدينية والسياسية واختيار الرجال القادرين على تنفيذ الرؤية الإعلامية المنبثقة من السياسة العامة على أن تكون سريعة في خطواتها وقادرة على تحصين المجتمع وتأسيس سياسة إعلامية تواكب المرحلة ،وبالنسبة للهيئة يجب أن تتحرر من هيمنة الوزارة وترسم لنفسها خارطة طريق وتسير بعيدا عن خطى الوزارة ويكون دور الوزارة اشرافي فقط وليس توجيهي.
عبدالكريم المربع صحيفة عكاظ
* هل إعلامنا مخترق من أشخاص يخدمون أجنده مجهولة ؟ * ماهي المعايير التي توضع على أساسها الخطوط الحمراء في الإعلام ؟ *هل ترى إحلال المؤسسات الإعلامية التقليدية أو تطويرها وتنظيم عملها ليتواكب مع السباق الإعلامي العالمي ورؤية المملكة ؟ *نعيش مرحلة من الصراع الإعلامي (ضد ومن) دول عديدة فهل انطلقت شرارة الحرب الباردة عالميا؟
العساف:
يذهب البعض إلى أن إعلامنا مخترق ويغرد خارج السرب وبعيدا عن هذا وذاك مازال إعلامنا الخاص والرسمي بعيداً عن أداء دوره وممارسة مهامه التي وجد من أجلها وسواء أكان يعمل من أجل تحقيق أجندة معينة أم يجهل دوره الحقيقي المهم ان تكون هناك صحوة إعلامية تنفض كل رديء وخبيث الخطوط الحمراء في إعلامنا ليست واضحة وتخضع لاجتهاد القائم بالاتصال وتقدير الجهات المختصة التي قد تكون لها مبرراتها ومرئياتها ولذلك كثيرا ما يقع الإعلاميون في المحظور دون ادراك منهم للخط الزئبقي الفاصل بين المسموح والممنوع يجب إعادة هيكلة إعلامنا ليستمر في المنافسة ورضا وقبول المتابع في الداخل والخارج الذي يعيش خيارات متعددة البقاء فيها لمن يستطيع كسب المتلقي والتأثير فيها الحرب الباردة كما اسميتها خاضعة في عالمنا الثالث للعلاقات السياسية التي تحكمها وتوجهها وتستطيع من خلال مفردات المقال الافتتاحي مثلا معرفة توجه البلد من بلد أخر أو أفراد أو منظمات.
الدكتور ساعد الثبيتي
* في مؤتمرات عاصفة الحزم الصحفية التي حظيت بمتابعة عالمية؛ ظهر الاعلامي السعودي بمستوى غير جيد وخاصة مراسلي الصحف والتلفزيون من حيث طرح الأسئلة والإلمام بمعطيات الموقف بينما تفوق مراسل الوكالات الاجنبية والقنوات الفضائية العالمية. ويرجع ذلك الى غياب المراسل المتخصص في الشؤون الحربية والسياسية. السؤال : لماذا غاب الاعلامي الحربي عن المشهد الاعلامي السعودي، ومن يتحمل مسؤولية عدم تدريب وتأهيل الاعلامي المتخصص في الشؤون الحربية والسياسية هل المؤسسات الإعلامية أم وزارة الإعلام؟
العساف:
نعم نحن نفتقد للصحفي المتخصص ونعاني من هذا الأمر كثيرا نحن أكبر بلد منتج للبترول وليس لدينا صحفي متخصص في الطاقة، وقس على ذلك تحلية المياه وغيرها من الامور وقد تابعت المؤتمرات الصحفية لعاصفة الحزم في بدايتها ولاحظت مالفت انتباهك بل وهناك من يسأل المتحدث الأمني عن بعض الاسرار العسكرية وغيرها مما لا يجب الخوض فيها من الأسئلة المحرجة التي قد يستثمرها اعدائنا، ونحن في قسم الإعلام المتخصص نسعى لفتح دبلومات في الاعلام السياسي والصحي والتربوي والاقتصادي والرياضي مدتها عام تستهدف شرائح مختلفة نأمل ان نقضي على الصحفي الشامل والمسؤول عن تأهيل الصحفي الجهة التي يعمل بها.
عبدالله الغامدي الاخبارية
*هل إعلامنا قادر على مواجهة كافة الظروف المحيطة بنا وهل ما يحدث من اعلامنا حاليا ضعف او قصور في الاداء من كافة وسائل الإعلام؟
العساف:
نعم نستطيع التغلب على كافة الظروف عندما نتأمل قول ربنا:” واعدو لهم ما استطعتم من قوة” ونحقق معناها وما يحدث في إعلامنا هو قصور وضعف وعدم إيمان بأهمية الإعلام وقوته وفوائده المتعددة
الدكتور عبدالله عويقل السلمي *يعاني إعلاميونا من الركاكة التعبيرية والضعف الكبير في الإفصاح عن مرادهم، ولم نر جهودا تدريبية لهم في مهار ات الإقناع؛ وهذا بدوره أضعف ظهورنا الإعلامي الذي أضعف - بدوره- الاضطلاع بدور الدفاع عن قضايانا المصيرية، ولعلي لا أبالغ إذا قلت : إن الإعلاميين بالطبع يتفوقون على الإعلاميين المصنوعين؟
العساف:
اتفق معك تماما، وهي مسؤولية مشتركة بين التعليم والمؤسسات الإعلامية؛ فالنحو الوظيفي لم يأخذ طريقة إلى قاعات الدراسة ومازالت كليات اللغة العربية تصر على تدريسها بطريقة واحد حتى لغير المختصين، وإن كانت هناك جهود حثيثة للتقديم المواد بطريقة تتناسب واحتياج كل تحصص، فمخرجات التعليم فيما يتعلق باللغة ضعيفة، كما إن الصحفي يولد ولا يصنع، لكن موهبته تصقل بعد اكتشافها عندما تتاح الفرصة للجميع والموهوب يفرض نفسه وبالمناسبة عندما اتحدث عن الصحفي هنا فالمقصود المفهوم الغربي الذي يشمل العاملين في الإعلام من مذيعين ومحررين.
الدكتورة نوره أباالخيل
* ما الأدوار المناطة بالإعلام السعودي لتوظيف هذا العنصر الإيجابي الذي تتميز به المملكة عن غيرها من بلدان العالمي.
العساف: سؤال في غاية الأهمية وخصوصاً في مثل هذه الأيام التي اكتشفنا حاجتنا الماسة إليه، في كل عام فيها تستقبل المملكة ملايين الحجاج والمعتمرين والزوار ، وقد فرطنا بهم خلال السنوات ال86 الماضية ولم نستطع توصيل رسالتنا إليهم وإلا لأصبح لدينا ملايين الإعلاميين والمدافعين وخصوصا مع وسائل التواصل الاجتماعي، فكل ما يسعى إليه إعلامنا تكليف مذيعين يحاولون استجداء المديح والكلمات الرنانة عن جهود الدولة في خدمة الحرمين الشريفين وتتمنى إيران مثلا هذه الأماكن المقدسة لتسود بها العالم الإسلامي، فضلاً عن المكاسب المادية وغيرها ونحتاج سياسية إعلامية خاصة بشؤون الحرمين والحج والعمرة.
يحيى زيلع
*ما الدور الاجتماعي الذي يلعبه الإعلام في هذا المجال وكيف يمكن تقييم هذه التجربة في الإعلام الاجتماعي، وكيف يمكن للإعلام السعودي تطوير المبادرة .
العساف:
الإعلام هو انعكاس لواقع المجتمع، وهو مسؤول عن إبراز قيم المجتمع وتعزيزها والدفاع عنها، ومحاربة ما يضادها، فالإعلام يجب أن يسخر لإبراز قيم المجتمع ومنجزاته لا أن يسخر منها
طلال الجدعاني
*كيف تنظرون لاعلامنا الخارجي وهل واكب تطلعات القيادة والدولة؟ * كيف يمكن ان يؤدي اعلامنا الخارجي دوره في ظل اشراف اجنبي عليه واين هي كوادرنا الوطنية ام أنهالا تستطيع ان تتواكب معه في ظل المتغيرات الحالية علي المشهد السياسي، وكيف يمكن ان نجاري الهالة الاعلامية في دول اخرى مثل ايران على سبيل المثال ونحدث تأثيرا لصالحنا.
العساف:
حققنا نجاحات سياسية ودبلوماسية وعسكرية لم يجاريها إعلامنا في النجاح ولا يمكن أن تنهض أي أمةإلا بسواعد أبنائها وعلى اكتافهم لا يجب أن نلوم إيران وغيرها فهي خططت ونفذت ونجحت
وفاء الطيب
*هل تعتقدون أن الوقت حان لدعم وزارة الإعلام لتلك الصحف ماديا ومعنويا وتسخيرها للوقوف جندا للوطن لحراسة أمنه ولحمته من الشائعات والأخبار المدسوسة؟
العساف:
في قانون الإعلام الدعم بشكل واضح أو بطرق أخرى يعد رشوة وتقييد لحرية الصحافة وتوجيها لمادتها التحريرية نحن نبحث عن الكيف، والصحيفة المتميزة تثبت نفسها وتكسب جماهيرها وبهم تربح ريال المعلن.
عبدالعزيز العويس
* تفتقر المكتب السعودية للمؤلفات التي تعنى بالإعلام السعودي، وتطوير المؤلفات القديمة، وتحديثها بما يواءم العصر فما هو الحل الأنسب برأيك *هناك هوّه بين الإعلام كمهنة، والإعلام كتخصص يتحملها بشكل كبير من وجهة نظري قيادات الإعلام المهني، ما هي الآليات المناسبة من وجهة نظرك لردم الهوّه وخصوصاً ونحن في وقت لا يحتمل تأخر الإعلام أكثر عن تأدية مهنته ؟ *يتصدى لمنابر الإعلام في الصحافة والتلفزيون بعض المهنيين غير المتخصصين ويتكلمون فقط من آراء شخصية قد لا تكون حتى مبنية على دراسات حقيقية، ويساهمون أحياناً في توجيه اللقاءات والتقارير حسب أهوائهم، وبالتالي تخرج لنا معلومات غير دقيقة، وطرح سلبي، يؤجج الرأي العام بشكل خاطئ في كثير من الأحيان، فما الحل الأمثل برأيك؟ * كيف يتم تطوير عمل إدارات العلاقات العامة في الجهات الحكومية، لأداء دورها الحقيقي تجاه المجتمع، بشكل خاص وتسويق المملكة للمجتمعات الخارجية بشكل عام، في إدارة الأزمات وتحسين الصورة الذهنية وغيرها من أدوار العلاقات العامة؟
العساف:
كل أمة ناجحة تحرص على توثيق منجزاتها وكتابة تاريخها في مختلف المجالات لا شك عندنا قصور فيما يخص تاريخ إعلامنا باستثناء ما كتبه الدكتور عبدالرحمن الشبيلي والدكتور بدر كريم ـ رحمه الله ـ ومحمد صبيحي والدكتور ساعد الحارثي وغيرهم
لذا هي مسؤولية مشتركة بين عدة جهات اكاديمية والدارة ووزارة الثقافة والإعلام ،وبالنسبة للمتخصصين لا بد من العناية بالمخرجات في المرحلة الجامعية لأنهم سيصبحون مدخلات سوق العمل مع اتاحة الفرص للجميع من حيث التدريب والتشجيع والاختيار والموهبة الناجحة ستجد طريقها في الميدان الإعلامي والابتعاد عن الشللية في العمل والتي يعاني منها الإعلام بشكل واضح والسعي البحث عن الأكفأ وذكر أن العلاقات العامة مظلومة في مجتمعنا العربي وام اختصارها في الاستقبال والوداع وهي من مهام المراسم العلاقات العامة وظيفة اتصالية بالدرجة الأولى تسعى للتواصل ورسم الصورة الذهنية الايجابية والتفاعل بين مختلف الاطراف وقياس توجهات الرأي العام فهي ليست وظيفة خدمات عامة.
خيرالله زربان
* كيف ترى مستقبل الصحف الورقية وهل تصمد في ظل التواجد السريع للإعلام الإلكتروني؟ * ما هو دور الاعلام في دحض الشائعات والدفاع عن المملكة في ظل الشائعات التي يطلقها الأعداء من خلال بعض وسائل الاعلام المعادية؟
العساف: مستقبل الصحف في الاندماج وتحول اهتمامها من الخبر الى التحليل والبحث فيما ورا الخبر دور الاعلام وقائي وعلاجي وكلاهما ضعيف لدينا وقائم على ردة الفعل.
راشد الزهراني صحيفة الجزيرة
*لو كنت وزيرا للثقافة والإعلام ما هي أبرز 3 خطوات تقومون بها؟ *اين هم خريجي الإعلام؟ *كيف نوصل صوتا للغرب للدفاع او التعريف بنا الا ان الفاصل بيننا وبينهم هم يقرؤون باللغة الإنجليزية ونحن نقرأ بلغتنا العربية؟
العساف:
إن وزير الثقافة والإعلام يعد عادة الناطق الرسمي عن الحكومة والناقل لمجريات أعمال مجلس الوزراء، وبالتالي فتصريحاته وتفضيلاته محسوبة وتمثل المملكة بثقلها الديني الحضاري والسياسي والاقتصادي، والمهمة عليه ثقيلة جدا، ونسأل الله له العون، ويمكن للوزير ووزارته التأثير من خلال تكوين غرفة عمل محلية فيها ممثلون عن وزارات الداخلية والتنمية الاجتماعية والشؤون الإسلامية والشباب والتعليم لبناء استراتيجية تشاركية محلية تحقق وزارة الثقافة والإعلام من خلالها تكاملا في صناعة الرؤية والتوجه محليا. تكوين غرفة عمل خارجية فيها ممثلون عن وزارات الخارجية والاستخبارات والحج والعمل والطاقة لبناء استراتيجية سعودية دولية تخدم وجهة النظر الحكومية وتدافع عن القضايا التي تهم المملكة وإصلاح الوزارة إداريا وماليا، وبناء شبكة علاقات فردية ومؤسسية محليا وإقليميا ودوليا، وطبعا كل عمل تكتنفه صعوبات وتحديات؛ لكني واثق من دعم ولاة الأمر لمثل هذه الخطوات كي يحسن إعلامنا التعبير عن وجهة نظرنا، وتكون ثقافتنا متوافقة مع ثوابتنا ومصالحنا، وربما اختلف معكم، فطلاب الإعلام هم من يعمل في مؤسساتنا الإعلامية، ولديهم القدرة على الإبداع متى ما تم تشجيعهم واتاحه الفرصة لهم وتأهيلهم.
فيصل المران
*هل ترى بأن هنالك فجوة كبيرة بين الجامعات ومراكز التدريب والتأهيل فيما يتعلق بتعليم الطلاب لهذا التخصص في عملية التأهيل للخريجين من أقسام الإعلام قبل انخراطهم في سوف العمل؟
*هل ترى أن الجامعات أو أقسام وكليات الإعلام أوجدت بجانب التعليم النظري مراكز تدريبة خاصة وعلى كفاءة عالية لتدريب طلابها؟ *هل دراسة هذا التخصص عن طريق الانتساب أو الدراسة عن بعد كفيلة بخريجين مؤهلين لسوق العمل؟ *أين دور الاكاديميين والمختصين في مجال الإعلام لعقد برامج تدريبة وتطويرية لمن هم داخل الوسط الإعلامي
العساف :
لا يتخرج طالب الإعلام إلا وقد اجتاز ما يعرف بالتدريب التعاوني في أحد المؤسسات الإعلامية بالإضافة للمواد العملية ولدينا استوديو وصحيفة اسبوعية ومعمل للجرافيكس يتدرب فيها الطلاب لكن لكل منظمة إعلامية سياستها الخاصة بتأهيل موظفيها معم موادنا الإعلامية لا تحمل أي رسالة ولا تضيف أي قيمه حتى في ترفيهها ناهيك عن الدعاية التي تقدم بشكل يضر أكثر مما ينفع في اعتقادي ان الاكاديمي منظر وفرق بين إكساب المعرفة والمهارة، والمادة التدريبية تقدم عن طريق المهنيين وهذا ما تسعى له الخطط الجديدة عن طريق مقرر حلقة النقاش التي تستضيف في كل أسبوع متخصص في مجاله.
السفير عصام الثقفي
*كيف ترون مستقبل اقسام الاعلام في جامعاتنا ، وهل هي منتجة لإعلاميين يمكن ان يتحملوا معالجة القصور الحاصل في اعلامنا الداخلي والخارجي ؟ *هل يتم اعدادهم لتحمل هذا الدور من حيث جرأة الطرح والحوار والتفاوض ، اضافة الى اجادة لغات حية تمكنهم من الخروج من دائرتنا الضيقة ؟
العساف:
أغلب أقسام الإعلام خلعت عباءتها القديمة واستبدلت منهاهجها ولكن تواجهها مشكلة رئيسة في تقديري وهي أن جل من يتم توجيههم لدراسة الإعلام هم ممن لم يتوفر لهم قبول في الكليات رغم اشتراط كليات الإعلام ومطالباتها بضرورة اختيار طلابها الذين يبحثون عن شهادة فقط وهذا لا ينفي وجود نخب مميزة ولكنها قليلة جدا واتفق مع سعادتكم بضرورة الاهتمام بتدريس اللغات الحية.
عبدالله الاجهر
*ما هي وجهتك نظرك في عدم قدرة اعلامنا لمواكبة الحراك المحلي والخارجي وغيابه عن المشهد وخصوصا بعد اقرار برنامج التحول الوطني وكذلك رؤية ٢٠٣٠وما زال اعلامنا غائب بشكل ملفت؟ العساف: اتفق معكم في غياب إعلامنا عن المشهد اليومي.
محمد العمري
* تقييم بشكل عام لواقعنا الاعلامي اعتباراً من بداية عام ٢٠١٦ م وحتى الآن بما تضمنته هذه الفترة من احداث في الجانبين( الجانب السياسي للمملكة)و( الجانب الاجتماعي ، واحداث اجتماعيه تمس المجتمع خُلقياً أو من خلال عكس الاعلام لاحتياجاته وهل كان اميناً فيها؟ * كيف ترى الصورة لوضعنا الاعلامي خلال بقية هذا العام وكذلك عام ٢٠١٧م من الجانبين (الجانب السياسي للدولة) و )الجانب الاجتماعي للمجتمع)
العساف:
المملكة نجحت في استصدار القرار رقم2016وتكوين تحالف دولي لحرب الارهاب ورعد الشمال وتحالف عربي لاستعادة الشرعية في اليمن كان احتفاء اعلامنا بها ضعيفا وفي حينها ثم توارى عن المشهد اما القسم الأخر فالمضمون الاعلامي يخضع المالك المعلن القائم بالاتصال ولدينا يتحكم غالبا القائم بالاتصال بتمرير اجندته المستقبل عند الله انا متفائل والقادم أفضل بحول الله.
الدكتور عبدالرحمن الحبيب جامعة الملك عبدالعزيز
*كيف نعطي الإعلام حقه من الامكانات المادية والبشرية والتجهيزات المعملية والإلكترونية، وهل في نظركم هذا الوضع يخدم ما نطمح إليه من خريجي الإعلام؟ * يلاحظ في أقسام وكليات الإعلام رغبة غالبية الطلاب في تخصص العلاقات العامة في حين تجد قلة قلية من يذهب لتخصصات الصحافة والراديو والتلفزيون فماهي أبرز السبل والوسائل في نظركم لإيجاد التوازن في هذه التخصصات من حيث القبول؟ * كثيرا ما نلاحظ تساؤلات في بين أوساط المجتمع وبين الزملاء الآن من مطالبات بحملات إعلامية ودعائية ووقائية ترتقي إلى مستوى الطموح ؟ * كيف نؤمن ان الإعلام أصبح صناعة تحتاج إلى منشآت ومعامل واستديوهات وتقنيات ومطابع ومراكز تدريب وفنيين وخبراء وباحثين؟
العساف:
العمل الإعلامي عمل احترافي تشترك فيه مختلف العلوم الاجتماعية حتى يحدث التأثير المطلوب، وكثير من الأحداث تم صناعتها في استوديوهات عالمية من قبل فريق عمل محترف كحملة العلاقات العامة التي نفذتها إحدى الشركات المتخصصة لحكومة الكويت إبان فترة الاحتلال وحققت نجاحات كبيرة في تحريك الرأي العام الأمريكي ضد العراق وبعد مدة انكشف المستور وأن العمل تم صناعته في احد استديوهات هوليود بما يعرف بفضيحه اطفال الحاضنات وكذلك الحال مع داعش التي تتميز منتجاتها الاعلامية بمهنية عالية ومطلوب من المملكة واعلامنا الوصول لهذه الدرجة من الاحترافية العالية حتى ننجح في الوصول للعالم ومخاطبتهم باللغة التي يفهمونها وفي العالم الثالث ينظر للإعلام كخدمة عامة ووسيلة دعائية فقط لذلك امتلكت الوسيلة دون الرسالة وأصبح الإعلامي تابع للسياسي يمشي خلفه ولا يتجاوزه بالنسبة لكثرة التحاق الطلاب بأقسام العلاقات العامه هي مشكلة فعلية نعاني منها لاعتقاد الشباب انها الطريق الاسهل والأقصر لسوق العمل ولعدم توجههم لأقسام الإعلام برغبتهم غالباً بل بحسب المتاح وهذا ما اضعف المخرجات فالإعلامي الحقيقي عملة نادرة تحتاج البحث عنها وتشجيعها واتاحة الفرصة لها.
نشوى السكري إعلامية
* من وجهة نظرك كأكاديمي واعلامي.. كيف يمكن الاستفادة من الاعلام الاجتماعي وتحويله الى وسيلة دفاع وحاجز منيع لا يمكن اختراقه ضد الحملات الاعلامية المعادية للمملكة. * ولماذا لا نجد مبادرات حقيقية تهتم بهذا الجانب، وأين دور الجامعات السعودية في تبني مبادرات تخدم المملكة اعلاميا وأمنيا.
العساف:
حتى يصل الاعلام الاجتماعي لما تطمحين إليه يجب أن ترتفع نسبة الوعي والاحساس بالمسؤولية الاجتماعية وإدراك التحديات ومعرفة أبعاد الأمن الشامل الذي لا يمكن أن يتحقق إلا بتعاون الجميع