top of page

التسامح في الدين



يكاد العام 6102 م يكون من اسوء الاعوام التي مرت على أُمة محمد من حيث العُنف والقتل والدمار، حتى اننا بدأنا نقرأ ،ونسمع ونُشاهد أحداث يومية لا تمت للإسلام والانسانية بصلة من قتل للوالدين والابناء والاقارب وتشريد وتشتيت للعقول وانتحار للكرامة وحقوق الانسان وانتهاك لمبادئ العيش الكريم التي جاءت بها كافة التعاليم السماوية السمحة ابتداء من سيدنا نوح علية السلام وحتى آخر الانبياء محمد صلى الله علية وسلم. لم تأتي رسالة ولا دين بتعليمات تبعث على القتل، والعنف والدمار وترهيب الناس وتأجيجهم وخلق الدمار لأهل الارض، بل جاءت بتعاليم السماحة ولاعتراف بالحقوق والواجبات وان تكفل للجميع العيش بأمن وأمان ،واستقرار وتعايش واحترام للغير..! فمن اين جاءت كلمة ارهاب ،ولماذا ظهر الارهابيون ومن غذّى هذا الفكر، ومن غررّ بشباب الأمة، ومن أوعز اليهم بالقتل، ومن اوكل اليهم ـــ كذباً وبُهتاناً ـــ اصلاح الأُمة وانقاذها وانهم اسياد الله في ارضة وخليفته، وانهم المُصلحون الراشدون لزرع الفضيلة وانكار المنكر بتفسيرات لا انزل الله بها من سُلطان ولم تأتي بها الشرائع السماوية ،ولا باحاديث الرسول الكريم وتعليماته ولا العلماء الكرام من توجيهات وتعاليم استمدت من الشريعة الاسلامية السمحة وحتى يومنا هذا ومع مرور الاعوام والسنون على ظهور الشيخ محمد بن عبد الوهاب وما اطلقه البعض على هذه المجموعات وعلى هذه البلاد (الوهابيون) وما حاول البعض من لصق التهم بأن تعاليم الشيخ محمد جاءت بالإرهاب، وان تعاليمه ودروسه تدعو الى العُنف و القتل والدمار ..؟ دعونا نتحدث اولاً عن مصدر كلمة ارهاب ومن اين جاءت وكيف انطلقت في الفضاء وتداولها الغالبية حتى أُلصقت ـــ بُهتانا وجورا ــ بالإسلام والاسلاميين ومن ينتمون الى هذا الدين العظيم، ( ولا اقصد هُنا من يلتبس الدين ويلبس ثوب الدين لتنفيذ اجندته الخاصة ويحقق مطالبة ومآربه باسم الدين ) فهم مكشوفون ويلعبون اليوم بالخطوط الحمراء وقد انكشفت الآعيبهم ، وأسرارهم، واصبحوا أمام الملأ بأسمائهم، وصفاتهم والكُل يعرف نواياهم الخبيثة ومقاصدهم الدنيئة ،فهم منبوذون من الأُمة ورجالاتها وعقلائها ..! فالإرهاب بغي بغير حق قال تعالى في محكم كتابة (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) وهُنا وقفة وتساءل : لماذا اطلق الاعلام الغربي او الغرب بأكمله لفظ الارهاب والارهابيون على الاسلام والمسلمين ، ولماذا ترسّخت مفاهيم مثل هذه في عقول البعض في مُجتمعاتنا العربية والاسلامية ،وقد يكونون مُصيبين في الحكم على طائفة منهم أو مجموعة ومن قال ان الارهاب في الاسلام رديف القتل فهو مُخطئ ، لأن اللفظ لا تساعد على المعنى بل ان الارهاب في الاسلام أوسع من ذلك ، فالإرهاب هو مُجرد التخويف وليس القتل ..! وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُون وكلمة “ ارهاب “ تشتق من الفعل (ارهب) ويقول العرب (أرهب فلان) أي خوّفه وافزعه والرهبة الخوف والفزع، وفي المُعجم الوسيط الارهابيون “ وصف يطلق على الذين يسلكون سبيل العنف والارهاب لتحقيق اهدافهم السياسية “ وأما حديثا فمن التعاريف المهمة للإرهاب تعريف مجلس وزراء الداخلية والعدل العرب حيث عرفا الارهاب في الاتفاقية العربية لمُكافحة الارهاب الصادرة عن المجلس عام 1998بأنه “” كُل فعل من أفعال العُنف أو التهديد به أياً كانت بواعثه أو أغراضه يقع تنفيذاً لمشروع اجرامي فردي أو جماعي ويهدف الى القاء الرعب بين الناس أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض احد الموارد الوطنية للخطر “” هُنا تعريف صارم صادق صادر منذ عشرات السنين فكيف وصل بنا الحال الى زيادة الجرعات الارهابية، ومن اين جاءتنا التهم بأن الاسلام كله إرهاب ، وكيف اوصلنا هؤلاء المُتشددين المُتطرفين الى هذه الحالة وهذه الانتكاسات وتهميش العالم لنا ومحاربتنا ، وتارة بأننا “وهابيون” وان ما جاءت به تعاليم محمد بن عبد الوهاب تعاليم مُتشددة تدعوا الى العنف ونبذ الاخر أياً كان وترهيب الناس وترويعهم في منازلهم وكيف هي الحلول والخروج من عُنق الزجاجة وتغيير المفاهيم الخاطئة ..؟

Featured Posts
سوف تأتي المنشورات قريبًا
انتظرونا...
Recent Posts
Archive
Search By Tags
Follow Us
  • Facebook Basic Square
  • Twitter Basic Square
  • Google+ Basic Square
bottom of page