الكتب الجيدة في المستودعات وأسماء مؤلفين غير معروفة تصدرت المشهد الثقافي
إعداد : إيمان الشاطري
تقنين إصدار الكتب وتحكيمها كان هاجس لدى مجموعة نخبة الثقافة والإعلام حيث ناقش أعضاء المجموعة عملية إصدارات الكتب وآلية تحكيمها وإجازتها من قبل مثقفين لهم ثقلهم في المشهد الثقافي ، وتعجب أعضاء النخبة من تصدر أسماء كثيرة لا علاقة لها بالكتابة والثقافة تصدرت مؤلفاتها الساحة الأدبية في عدد الطبعات منها ما وصل إلى الطبعة العاشرة وهو خالٍ من أي جانب فكري ثقافي وأدبي وعد أعضاء النخبة الإصدارات الفقيرة فكريًا بأن لها آثارا سلبية على القاريء وخصوصًا الفئة الناشئة.
قال الاستاذ الشاعر / محمد فرج العطوي بالنسبة للتقنين والتنقيح هناك وكالة بالوزارة ...... مهمتها فسح الكتب وإعطاء الإذن بالطباعة، ولاأعلم مدى وعي وقدرة القائمين عليها معرفيا وثقافيا ، مشيرا إلى أن تحديد الإصدارات غير مناسبة في ظل حرية الطرح والتأليف المتاحة للجميع ، مضيفا بأنه لا يرى ضررا في كثرة عدد الإصدارات لأن القارئ يستطيع الانتقاء والغربلة وبالتالي سيبقى المنتج الضعيف وزرا على مؤلفه.
وأكد على أنه ليس هناك خطر على الفئة الناشئة من المنتج الورقي قدر الخوف من المنتج على الشبكة العنكبوتية وذك أن المهم في نظره هو تسويق الكتاب حيث يعد معضلة حقيقة تعاني منها الأندية الأدبية ولم تضع الوزارة ..... آلية لحلها وأقترح أن تتعاقد الوزارة مع دار نشر وطنية تتولى بيع الإصدارات والمشاركة في معارض الكتب داخليا وخارجيا.
الكتب الجيدة والجادة في مستودعات الوزارة
ذكر الاستاذ/ إبراهيم بهكلي إن الانفتاح المعرفي المتدفق والإقبال على تلقي ما يعرض وينشر عبر الوسائل المختلفة شيء يحتاج لوقفة مراجعة من ذات الشخص المتلقي ، ولكن ما يحدث غير الكثير من الاهتمامات والأولويات ، ويعتقد جازما بأن المشكلة ليست في الوسائل بل في مضمونها ، مضيفا بأنه يفترض أن الشخص هو المعني بتفنيد وتمحيص ما يتلقى هو المتلقي الواعي والمدرك لنوعية ما يقرأ، وعن غرق الساحة بالكتب الغث منها والسمين وعلق بقوله إن الوزارة لها معايير ولوائح معينة ومعايير وخطوط محددة لا تمنح فسح دخول الكتب أو تصريح طباعتها ، وخاصة تلك التي تخالف الثوابت والمعتقدات الإسلامية أو ما يتعارض مع سياسة الدولة ، وكذلك الإصدارات التي تحث على العنصرية وتثير الفتن، وما عدا ذلك يتم فسحه أو التصريح بطباعته ، وللأسف يكون لا مضمون له ولا هوية وإن وجد يكون سطحي ولغته ركيكة وأسلوبه ضعيف جدا، وأشار إلى أنه لمس هذه القضية عندما كُلف بالإشراف على جناح المؤلف السعودي بمعرض جده الدولي للكتاب مؤخراً ، حيث تم عرض كتب لا لون لها ولا طعم ولا رائحة ، مضيفا بأنه للأسف كانت تلقى إقبالا لشرائها ، وسر المبيعات العالية جدا لبعض هذه الإصدارات الحملة الدعائية القوية جدا باستخدام وسائل التواصل ،أما الكتب المفيدة والجادة ولأسماء إعلامية معروفة ومشهورة وأكاديميين مشهود بعلمهم وكتاب رأي فما زالت في مستودعات الوزارة حيث لم يبع منها سوى نسخة أو نسختين.
خالف تُعرف
وأكد راشد الزهراني على أن المشكلة ليست في الكتب الضعيفة والفقيرة فكريا بقدر ما تحمله لنا بعض الكتب الهابطة والمسيئة للدين التي تؤلفها عقول تمتلك القوة العظمى ثقافيا وتختزن سمومها كالسم في العسل حتى انساق خلفهم عشاق الحرف والكلمة بل أصبح ذلك التأليف تفننا وهذا من باب " خالف تُعرف " وكل هذا وذاك مسيء لبيت الثقافة السعودية.
وعن مستقبل شباب اليوم والغد علق بقوله إنه ليس هناك ما يشجعهم أو يغير فيهم شئ طالما وجدت التقنيات الحديثة والتي أصبحت عدو مبين للكتب ، والتي تحتاج لإيجاد مراقبين أكفاء معتمدين تختارهم وزارة الإعلام متعاونين من الكتاب البارزين المشهود عليهم بأمانتهم وصدقهم ونهجهم السليم حيث يتم اختيارهم بعناية من قبل الوزارة ويمنحونهم أختام خاصة ورسمية باسمه بحيث لا يفسح لأي كتاب إلا عن طريقهم وكلا منهم يتحمل توقيعه ويحاسب عليه على أن يكون مقر حملة الأختام هو الأندية الأديبة .
التقنين لدور النشر المحلية والعربية
وقال عبدالعزيز العويس ينبغي أن يكون التقنين للمحتويات والرقابة على دور النشر المحلية وغير المحلية فهم المعنيون بطباعة هذا الكتاب أو ذاك، وبرأيي الهدف المادّي البحت سيؤدي إلى انحدار ذائقة القراء الناشئين، ولعل من مساوئ لجان الرقابة أنها لا تفرض كثيراً من رقابتها على كتب المعارض، لذا لو منعت كتباً من الترخيص محلياً فمن السهل وصولها عبر دور النشر الخليجية والعربية.
الحذر من بدايات النهاية
وقال السفيرعصام الثقفي إنه كثيرا ما يلاحظ العشرات بل المئات من الأسماء الشابة والتي تخوض التجربة لأول مرة وكما هو معروف أن لكل شيء بداية ، ولكن من المهم ألا تكون البداية هي النهاية ، وبمرور سريع على العناوين والمضامين يتضح بأن هناك خللا كبيرا ومادة ركيكة لا تعدوا كونها محاولات ، وذكر أنه ينبغي بأن يكون المكلف بإجازة تلك الكتب أو الدواوين و الروايات لابد وأن يكون على قدر المسئولية حتى لا نجد أننا ضائعون بين الغث والقليل من المفيد ، والتعود على هذا العطاء الضعيف ينحدر بالمستوى الثقافي إلى مستويات لا نتمناها .
معلومات مغلوطة تنعكس سلبا على القراء
ذكر فيصل المران إن كثيرا من الكتب تحتاج لوقفه وقراءه عميقة من حيث المحتوی فالغالب منها يحوی داخل طياته مادة ركيكة وضعيفة لا قيمة لها ، عكس الكتب في السابق والتي كانت ذات قيمة ثقافية وفكرية وتصدر لأسماء مؤلفين وكتاب كبار معروفين في الساحة ، وكانت أغلب الإصدارات ذات فائدة معرفية تضيف للقاری والمتلقي الفائدة من اقتنائه أما الآن فالأمر يحتاج إلی إعادة نظر وتقنين من قبل الجهة أو الجهات المعنية لفسحها قبل إجازتها ، فبعضها قد يحمل الكثير من الأخطاء والمعلومات المغلوطة والتي قد تنعكس سلبا علی القراء خصوصا الناشئة وفئة الشباب ، فقد زجت المكتبات والمعارض بألاف الكتب وبعناوين مختلفة ومتعددة ولأسماء لم تعهدها الساحة الثقافية والفكرية من قبل .
العبرة بمضمون الكتاب
وقال محمد العمري هناك إصدارات ليست ذات قيمة ثقافية أو اقتصادية وللأسف تجد رواجا واسعا ، ويرى أن هناك دور هام يقع على المثقفين والإعلام المتزن في توجيه النشء لخطورة الانسياق خلف اسم الكاتب أو الشخصيات المرتبطة بالكتاب وإنما الأهمية بمضمون الكتاب .