كلمة الدكتور توفيق السويلم
سعدت كثيراً بانضمامي إلى مجموعة النخبة على شبكة التواصل الاجتماعي والتي تتناول العديد من الموضوعات ذات العلاقة بواقع مجتمعنا الثقافي والاجتماعي والاقتصادي وأثيرت من خلالها الكثير من الأطروحات والأفكار المتميزة التي تبنى ولا تهدم ، تقوّم ولا تكسر ، تشجع ولا تخذل ، تزرع الأمل في نفوسنا وتبعد كل يأس ويائس عن بث بذور يأسه فينا ، تسهم في تبيين الإيجابيات وكيفية تعظيمها وتظهر السلبيات ووسائل تجنبها.
ولا شك أن انضمام كوكبة من المثقفين والاجتماعيين والاقتصاديين لمجموعة النخبة أكسبها زخماً وأثرى مناقشات أفراد مجموعتنا وجعلنا نشعر بإضافة كبيرة لحياتنا من خلال تشاركنا الأفكار والأطروحات والموضوعات التي تهم الفرد والمجتمع ، وجعلنا نعيش لحظات رائعة في حياتنا فترى أحدنا يقطف لنا ثمرة من ثمرات شعرنا الخالد وآخر يسرد لنا قصة من تاريخنا الشامخ وثالث يستنبط لنا لطائف من معاني قرآننا الكريم وسنة نبينا الحبيب، ورابع يهز نخوتنا بسرد مواقف المروءة والشجاعة التي تمتلئ صفحات العروبة بها ، وآخر يغرد لنا بأقوال الحكماء من كافة الحضارات الإنسانية التي ملأت الأرض منذ خلق الله آدم عليه السلام ... ولا ننسى المتخصصين في المجالات المختلفة والذين يفسرون لنا بعض مظاهر واقعنا الاجتماعي والثقافي والتغيرات الاقتصادية التي نمر بها وتفسيراتها.
وأود أن أشير هنا إلى أن مجموعة النخبة اتخذت من الجد طريقاً ليكون مردودها إيجابيا على أفراد المجموعة من خلال مناقشة موضوعات مهمة لها علاقة بواقعنا المعاصر وتفسير بعض الأشياء التي قد تكون غير واضحة لأعضاء المجموعة بخصوص هذه الموضوعات مما جعل الاستفادة عظيمة مما يطرح على الأعضاء.
ولا شك أن التحولات الكبيرة التي تشهدها المملكة تزامن معها العديد من الإنجازاتتمثلت في قيادة المملكة لتحالف عربي لإعادة الاستقرار ودعم الشرعية في اليمن عبر هذا التحالف مع القيام بدور ريادي في حماية الشعب السوري من بطش نظام دمشق، وعودة العلاقات مع العراق وتعيينها سفيراً للرياض لدى بغداد، إضافة إلى تشكيل تحالف عسكري إسلامي يضم 34 دولة لمحاربة «الإرهاب»،على أن يؤسس في العاصمة الرياض مركز عمليات مشتركة لتنسيق ودعم العمليات العسكرية في هذا الإطار،وبناء تحالفات استراتيجية مع مصر وتركيا والصين ودول أخرى وغيرها من الإنجازات العديدة على المستوى الداخلي والخارجي كاستقبال قيادتنا لشخصيتين عالميتين وهما رئيس جمهورية الصين ورئيس تركيا .... واللتان سيتبعهما مكاسب اقتصادية وتنموية ان شاء الله.
كما صدرت قبل ايام الميزانية المباركة للمملكة واضعة في الاعتبار التغيرات التي حدثت في الأسواق العالمية خاصة سوق النفط والتي تتطلب أن يكون هناك تركيز على تنويع مصادر الدخل دون الاعتماد على النفط وحده. إلى أن هذه التحديات تتطلب مراجعة شاملة لمختلف جوانب العملية التنموية بأبعادها المختلفة، وهو ما يستوجب تقليل مشاركة القطاع العام بالاعمال التشغيلية مع تكبير وتحميل دور القطاع الخاص وكل الفعاليات والهيئات الرسمية والشعبية في رسم استراتيجية تنموية شاملة تأخذ بعين الاعتبار جميع التغيرات العالمية والمعطيات التنموية وعوامل القوة والضعف على حد سواء لأن تطوير وتنويع القاعدة الاقتصادية يتطلب زيادة الإنفاق الاستثماري على المشروعات الخدمية والتنموية والإنتاجية كالصناعة والزراعة، والبنية التحتية ومجالات البحث العلمي والتقني وتطوير الموارد البشرية اذ ان تطوير وتأهيل الموارد البشرية هي هاجس كل القيادات والشعوب.
لذا فنتيجة لهذه الفلسفة القائمة عليها مجموعتنا وأطرها العامة التي يلتزم بها أعضائها داعمة للتوجه الرسمي للدولة كما أنها استمرت طوال هذه الفترة الزمنية والتي نأمل أن تستمر أكثر وأكثر خاصة وانها تضم مجموعة مختارة من المثقفين والمسئولين والتى ستترك أثاراً إيجابية واضحة على حياتنا من خلال أطروحاتها وأفكارها البناءة والمتميزة.... وفق الله المخلصون في هذه البلاد المباركة في خدمة وطننا المعطاء ،،،، حفظ الله لنا قيادتنا وادام الله عزك يا وطن.
د. توفيق بن عبد العزيز السويلم
مدير دار الخليج للبحوث والاستشارات الاقتصادية
ورئيس جمعية أوصر