top of page

عاصفة الحزم قرار حكيم يقضي على المد الصفوي الإيراني


إعداد : خيرالله زربان




ظلت المملكة العربية السعودية طوال مسيرتها سبّاقة في تقديم العون إلى أشقائها في محيطها الإقليمي والعربي متوخية في ذلك استتباب الأمن، وإشاعة السلام ولعل ذاكرة التاريخ الحديث تحفظ الدور الكبير الذي لعبته المملكة إبان حرب الخليج، وإسهاماتها في تحرير الكويت وما تعرضت له مملكة البحرين من الانقلاب ضد الشرعية ؛ واليوم تمر باليمن نفس الظروف، ليجد العون والسند من المملكة في "عاصفة الحزم"، وسط تفاؤل وتعاضد واتفاق دولي واسع، وهذه العاصفة تستوجب القراءة والتأمل من جوانب مختلفة استدعت طرح هذه القضية مجالا للنقاش بين أعضاء مجموعة النخبة الإلكترونية للإعلام والثقافة .



- فكيف يمكن أن نقرأ أهمية قرار خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – بشن "عاصفة الحزم" لاستعادة وإنقاذ الشرعية في اليمن ؟



- ماهي المؤشرات التي ينطوي تحتها القرار من حيث الالتحام الدولي بين دول الخليج والمجتمع الدولي؟


- وهل لرجال الإعلام من المثقفين والصحفيين أمام هذه المرحلة وما كان عليه الحوثيين في الفترة الماضية؟

- وكيف تتوقعون النتائج المترتبة على هذه العاصفة على مستقبل المنطقة؟



== قرار جريء


قال زياد العنزي إن عمليات عاصفة الحزم ستكشف للحكومة السعودية مدى تعاون وصدق حلفائها من الدول كافة في التعاون مع مصالح المملكة أولا والمنطقة ثانياً ومعلوم ان السعودية لم تتدخل في الشأن اليمني تجنياً وظلماً؛ بل بطلب من الرئيس الشرعي لليمن لمساعدته في استتباب الامن في بلاده من خلال قمع الحوثيين الذي يستمدون وقودهم من الحكومة الايرانية، وايران لن تهدأ حتى تثير الفتن والفوضى في المنطقة وذلك تبعاً لمصالحها كما يحدث في العراق وسورية ولبنان وغيرها من الدول، وقرار الملك سلمان بضرب معاقل الحوثيين المتمردين جرئ وقوي وله مكاسب كثيرة للمنطقة عسكريا وسياسياً وامنياً ،والمؤسف هو تعامل بعض الاعلاميين خصوصا في مواقع التواصل الاجتماعي مع هذه الحرب من خلال بث الشائعات أو التوتر أو نقل صور غير حقيقية او التحذير بشكل مبالغ فيه من الاخوة اليمنيين المقيمين بيننا، وهذا بالطبع لا يخدم سياسة الدولة ولا يعكس روح الشعب .



== انعكاس الوعي النوعي للعرب


قالت الدكتورة حسنه الغامدي إن استجابة المملكة العربية السعودية لنداء أشقائها في اليمن جاءت كضرورة أملتها عليها الأدوار التي اضطلعت بها الملكة منذ الأزل ، من نصرة للدين ، وحماية للشرعية الدولية في أي مكان بالعالم ، علاوة على ما تحمله على عاتقها من حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة العربية برمتها والخليج وجنوب الجزيرة بصفة خاصة ، والعلاقات السعودية اليمنية علاقات قديمة تخللها العديد من المواقف السياسية خاصة فيما بعد عام 1934م، حيث تم توقيع المعاهدة بين الملك عبدالعزيز والإمام يحي حميد الدين فأصبحت اليمن تمثل عمق استراتيجي وبشري للمملكة ، علاوة على الموقع الجغرافي للبلدين حيث تشرف اليمن على أهم خطوط الملاحة في العالم .

كما لا يخفى على القاصي والداني ما تقدمه المملكة من دعم تنموي مستمر لليمن الشقيق حيث ساهمت في دعم الريال اليمني واستقرار الاقتصاد المنهار فيها ،ولا ننكر الدور الكبير الذي لعبته المملكة في اجتماع دول مجلس التعاون عام 2001م والذي عقد في مسقط ، حيث تبنت المملكة دعم اليمن وربطها بالمجلس كعضو مشارك إيمانا منها بأن اليمن جزء من الجزيرة العربية والخليج .وقد سعت الملكة العربية السعودية في حل الأزمة اليمنية بكافة الطرق الدبلوماسية ، ونادت بالمصالحة والحوار الوطني حقنا للدماء ، وإبعاد المنطقة من الدخول في حرب أهلية نتائجها وخيمة ،حتى لم تعد تملك أمامها سوى خيار واحد وهو الخيار العسكري بعد أن استشرى النظام الحوثي في اليمن واستولى على مؤسسات الدولة ، واسقط صنعاء وتقدم إلى عدن المعقل الأخير للسلطة الشرعية ، كل ذلك كان بدعم فارسي (شيعي ) أهدافه معلومة للجميع ،وساهمت أكثر من عشر دول عربية وأجنبية في التصدي لهذا التمدد الحوثي الذي بات يهدد حدود المملكة وينتهز الفرصة للدخول إلى المناطق الحدودية وبث الإرهاب فيها وزعزعة الأمن كما فعلوا في اليمن ،فجاءت هذه المشاركات كانعكاس للوعي النوعي الذي بدأ يتسلل للدول العربية من اجل الاتحاد ضد هذا الخطر الحقيقي الذي يهدد المنطقة برمتها وأصبح يحاول السيطرة على المنطقة تنفيذا للأجندة الإيرانية ، ويأتي هنا دور وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية ومواقع التواصل الاجتماعي علاوة على تكاتف جهود الدعاة والعلماء والمفكرين في كل منابر المجتمع من مدارس وجامعات ومساجد لتثقيف المجتمع ولفت الأنظار إلى هذا الخطر المحدق بالأمة العربية والإسلامية على حد سواء.



== كسر شوكة إيران




وقال سعد زهير إن نجحت العاصفة في تحقيق أهدافها وهذا ما نرجوه لها فهي الكسر الأقوى لشوكة إيران والحد من نفوذها ومدها في المنطقة ،كما انها كسر لشوكة كل من يريد أن يجعل من الدول العربية دويلات وكل من يريد اشعال نار الفتنة بين المذاهب والطوائف، والمبهج في الأمر أن العاصفة كشفت عن ثقة الشعب بكل أطيافه وتوجهاته في قرار قائدها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي اشتعلت تأييداً دون أن يجبرهم أحد على ذلك التأييد عدا احساسهم وادراكهم بخطر المد الايراني على المنطقة العربية ،يبقى الفعل الاعلامي على درجة كبيرة من الأهمية في تصحيح المفاهيم وخاصة القنوات المؤثرة مثل قناة العربية والقنوات المساندة لمواجهة ما قد ينشره الإعلام المضاد من صور على أنها من الحرب وليست منه.




== تكتيك عسكري متقن



من جانبه علق السفير عصام الثقفي بقوله إن عاصفة الحزم حازمة قوية ومباغته ، وقد اشتقت اسمها من فعلها بعد أن طال عبث الحوثيين ومن يدعمهم في بلاد اليمن ،وجاءت استجابة المملكة وحلفاؤها بقيادة سلمان بن عبدالعزيز تلبية لنداء الشرعية في اليمن التي استنجدت لإحقاق الحق ، ولعل الاستجابة السريعة والتكتيك العسكري المتقن والسرية التامة قد أذهلت كل دول العالم حتى العدوة منها ، وهذه رسالة قوية لكل مشكك بقدرات المملكة بأننا أقوياء عند اللزوم ، وإن صبرنا وتروينا ليس ضعفاً فينا وانما حكمة وتعقل عرفتها البشرية عنا منذ عقود طويلة .



ويتزايد الدعم الدولي يوما بعد يوم لخطوة المملكة ودول مجلس التعاون ، وفي اعتقادي بأن هذه المهمة سوف لن تطول بإذن الله ،وليعي الآخرون بأن هناك خطوطاً حمراء لا يمكن المساس بها .



== عاصفة الحزم مساحات أرحب للتفاؤل


وقال الدكتور جمعان بن رقوش لقد منحنا الله أنعماً كثيرة نحمده جل وعلا على نعمائه، واليوم ونحن نعيش فجراً جديداً للحق والكرامة وصوناً لمعالم الأمن القومي العربي ينبلج على تراب وطننا الطاهر كما أنبلج نور الإسلام من فوق أديمه لنمتلئ فخراً وعزة بأننا دولة لم يكن العدوان لنا هدفاً ولم يكن التدخل في شؤون الآخرين لنا ديدناً، لقد هبت المملكة لنداء الشقيقة الكويت وبذلت كل نفيس في سبيل استعادة الكويت لكرامتها وعزها، وهبت المملكة لنداء الشقيقة البحرين لتعزيز أمنها ووحدتها، واليوم كعادتها في نصرة الأشقاء تهب لنصرة اليمن الشقيق الذي اختطفت شرعيته على يد مليشيات مدعومة من أعداء الأمة فانطلقت الإغاثة على أجنحة صقور الجو السعوديين يساندهم أشقاؤهم من الدول العربية والإسلامية ليعيدوا الحق إلى نصابه والشرعية إلى عرينها والأمن إلى شوارع وطرقات ومؤسسات المجتمع اليمني المسلوب.ولاشك إنها رسالة عربية وإسلامية وجهها قائد الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ـ حفظه الله ـ وسواعده الأمينة إلى كل من ستقوده حساباته الخاطئة إلى المساس بأمن ومقدرات وحدود الوطن فأمامه كرماء مغموسين في الكرامة حد الثمالة وضعوا أرواحهم على أكفهم في سبيل الدفاع عنه وتلقين من ينوي المساس به درساً في معرفة حجم ومعالم الذات. لقد دفعت عاصفة الحزم المواطن العربي اليوم إلى مساحة أرحب من التفاؤل بمستقبل واعد للأمة العربية من الكرامة ووحدة الصف والكلمة.





== إيران وعنصر المفاجأة


وقال مصعب الحربي إن قرار المملكة وحلفاءها ببدء "عاصفة الحزم" هو بلا شك قرار يأتي من منطلق الدور والمكانة السياسية للمملكة في المنطقة وحفاظاً على شرعية الحكومة اليمنية التي حاول الحوثيين ومرجعياتهم في طهران بانتهاكها في دليل صارخ على ما تلعبه إيران من محاولة لزعزعة دول المنطقة، ولذا شعر خادم الحرمين واشقاءه الخليجين والعرب بضرورة التحرك لإنقاذ المنطقة من نشوء ثغرة جديدة في جنوب الجزيرة العربية قد يصعب ردمها مستقبلاً في حال تركت دون تدخل سريع يضع النقاط على الحروف ويقول للمجتمع الدولي بأن المملكة العربية السعودية لن تبقى مكتوفة الأيدي تجاه ما يحدث من اختراق لسيادة دول المنطقة. الجدير بالذكر وحسب كثير من المحللين السّياسيين إيران لم تكن تتوقع هذا الرد الحاسم والسريع من المملكة وكانوا يظنون بأن المملكة وحلفاءها قد دخلوا مرحلة من اليأس بعد موضوع التدخل الإيراني في كل من العراق وسوريا ولبنان وأن هذا سيدع التدخل في اليمن وابتلاعها سهلاً من قِبلهم وبالنسبة لالتحام دول الخليج فهو ليس بغريب وهو تلاحمٌ ترسمه أواصر الإخوة والتراحم منذ القدم وهذا ما يجب أن يكون ويستمر. والمجتمع الدولي يعي اليوم أهمية ما أقدمت عليه المملكة من خطوة لحماية الشرعية في دولة من دول الجوار اضافة الى حماية المنطقة من خطر جماعةٍ تعتبر جماعة" ارهابية" لا تسعى الا للخراب ضاربة عرض الحائط بكل المحاولات للحوار والاتفاق السياسي ، وعلى الإعلاميين بالتأكيد دور كبير في نشر الحقائق الصحيحة والمتعلقة بالدور السعودي الإيجابي في حماية المدنيّين في اليمن وأن هذه الحملة العسكرية لا تستهدف الا الحوثي وعصبته المجرمة، وكذلك تبيين الخطر من أهداف ومعتقدات هذه الجماعة التي للأسف أخذت الدين غطاء لها في عملياتها التخريبية في اليمن ونتائج خير تضع الأمور في نصابها الصحيح وتعيد ترتيب العديد من الأوراق السياسية في المنطقة.



== الحذر من المد الصفوي

وقال الدكتور عبدالله الجبلي أن مبادرة المملكة العربية السعودية في قيادة تحالف القوى الشقيقة والصديقة لحماية الشعب اليمني من عبث الميليشيات الحوثية المدعومة من قوى خارجية قرار تاريخي ، فإضافة لكونه سيعيد الشرعية لليمن الشقيق أجزم بأنه سيعيد التوازنات السياسية في المنطقة! وهنا لابد من التأكيد بأن السعودية وقيادتها الرشيدة مارست سياسة ضبط النفس أمام استفزازات الحوثيين وأسيادهم؛ فقبل حملة (عاصفة الحزم العسكرية) كانت حريصة على وحدة اليمن واستقراره بكل مكوناته القبلية وتياراته العقائدية والفكرية وهي الـتي دعَـت الحـوثـيـيـن تحديداً وغيرهم من اليمنيـيـن للمشاركة في الحوار الذي كان يهدف لعودة الشرعية والتصالح على أساس الشراكة والـسِّـلْــم بعيداً عن البُـعْــد الطائفي الذي تروج له إيران وأتباعها!ولكن انقلاب الحوثيين على الشرعية، وتعَـنّـتهم وتهديد إيران للمنطقة الخليجية من خلالهم؛ أجبر (السعودية) وحلفائها من الأشقاء والأصدقاء على التدخل لحماية اليمن وشعبه الـطّـيّـب!وهـو تدخل أراه اكتسى رداء الشرعية وفق أنظمة الأمم المتحدة والتحالفات الدولية فقد جاء استجابة لنداء الرئيس الشرعي لليمن الشقيق!ولعل أبرز ما يميز تلك حملة عاصفة الحزم العسكرية أنّها حظيت بمشاركة وتأييد دولي مما يؤكد على سلامتها ومصداقية أهدافها، وعلى ما تحظى به (السعودية) من مكانة دولية، وثقة عالمية بقراراتها السّـيَـادية، وحِـرص من الأشقاء العَـرب والمسلمين على أمنها!كذلك مما لاشك فيه بأن هذه الخطوة العسكرية من السعودية وحلفائها أعادت شيئاً من الأمل بقدرة العَــرب والمسلمين على الحَـشـد ووحدة الصّـف للوقوف أمام أيّ خطر ينال من عقيدتها وأمن دولها وشعوبها!!وما أرجوه امتداد دائرة عاصفة الحزم وجهودها خارج نطاق (اليمن)، بل والجزيرة العربية!!فيكفي ما عانته الشعوب العربية من (دماء ودمار وانقسامات وفوضى وتخلف في شتى المجالات) في المناطق التي كانت تحت عباءة وعمامة المرشد الإيراني!وفي هذا الإطار وحتى لا يفقد العَـرب حضورهم وتحالفاتهم أرجو الحذر من محاولات إيران مَـدّ نفوذها السياسي والصفوي في مناطق وقارات أخرى كـأفريقيا وبعض الدول الآسيوية مستغلة الفقر والجهل الذي يضرب أطنابه هناك؛ وأصدق الشواهد نراها في الغَـرب الأفريقي وفي جُـزر الـقُـمر وإندونيسيا!!فمهمة السياسة العربية الجديدة دعم حكومات وشعوب تلك الدول مادياً ولوجستياً؛ بما يحررها من (الأســر الإيراني الفارسي)!فهل يستطيع العرب إعادة بناء علاقاتهم وسياساتهم الداخلية والخارجية بما يَـفْـرِض وجدوهم في عَـالَـم أصبحَ يُـؤمن بالتحالفات ويقوم عليها، آمل أن تكون عاصفة الحزم انطلاقة لتلك الخطوات أو التطلعات؟!

Featured Posts
سوف تأتي المنشورات قريبًا
انتظرونا...
Recent Posts
Archive
Search By Tags
Follow Us
  • Facebook Basic Square
  • Twitter Basic Square
  • Google+ Basic Square
bottom of page