سمو الأمير سلطان بن سلمان: الهيئة تعالج السلبيات في المواقع السياحية ولم يحن وقت إصدار التأشيرات الس
== معاهد وكليات سياحية
* توجد في المملكة العديد من المعاهد والكليات التي تعنى بالسياحة ما هو دور الهيئة في استقطاب الخريجين للعمل بالهيئة ودعمهم في الحصول على وظائف في القطاعات الحكومية والخاصة وإيجاد الحوافز لهم في الانخراط في العمل السياحي؟
- تعمل الهيئة ضمن برنامج تكامل لتوطين الوظائف السياحية عبر عدد من البرامج والمبادرات مع صندوق الموارد البشرية ووزارة العمل وعدد من القطاعات ذات العلاقة، كما تقوم الهيئة بإعادة تطوير جميع مسارات التوطين وبرنامج تكامل تحت مظلة مشروع التطوير الشامل الذي ستعلن الهيئة تفاصيله بعد عيد الفطر المبارك بإذن الله، و الملاحظ الآن أن العمل في القطاعات السياحية يحظى بقبول واسع من المواطنين، وفئة الشباب خصوصاً، وذلك ما جعل قطاع السياحة يحتل المرتبة الثانية في القطاعات المُسَعودة ( بعد القطاع المصرفي) وذلك وفق دراسات وزارة العمل، رغم أن القطاع لازال في بداياته من حيث البيئة التنظيمية و عدم وجود دعم مالي يحفز الاستثمار فيه، والمأمول أن يحمل برنامج التمويل الحكومي للاستثمارات السياحية (الذي شارفنا على الانتهاء من تفاصيله مع وزارة المالية للرفع به للدولة) أن يحمل المزيد من فرص العمل المناسبة للمواطنين، وسيفرق الطلب على الخريجين طاقة الكليات والمعاهد الحالية، وذلك ما يجعلنا نتحرك سريعاً مع الجامعات ومؤسسة التدريب التقني والمهني لتأسيس كليات ومعاهد جديدة للسياحة.
== الشرطة السياحية
*هل هناك جهود مشتركة وفاعلة للقضاء على السلبيات وتفعيل الدور الرقابي والجزائي حتى لا تنطبق المقولة «من أمن العقوبة أساء الأدب»؟
- الهيئة تعالج السلبيات في المواقع السياحة عبر شراكة قوية مع وزارة الشؤون البلدية والقروية، و من خلال عملنا مع أمانات المناطق بشكل مباشر والذي نقوم به بناء على تنسيقنا مع الوزارة و تفاهم مع سمو الوزير)، والأمانات اليوم أهم مشارك ومستفيد من التنمية السياحية، خصوصاً وأن معظم الخدمات التي تقدم في المواقع السياحية هي نشاط أصيل للأمانات، و التطور الذي نلمسه في مستويات الخدمة في بعض المناطق السياحية يحسب للمناطق ومجالس التنمية السياحية فيها والتي يرأسها أمير المنطقة (والأمانات عضو أصيل فيها) ولا يحسب للهيئة، ولا يعتبر مجاملة للهيئة، بل هو عمل أصيل لحاجة أساسية للمواطنين والزوار، ونعلم يقيناً أن الخدمات في المواقع السياحية وعلى الطرقات آخذة في التطور كما أن موضوع استراحات الطرق قد تم حسمه بقرار مجلس الوزراء والصادر مؤخراً وقد تم تأهيل عدد من الشركات القادرة على إحداث الفرق، وللمزيد من تفاصيل المشروع وجهد الهيئة يمكن زيارة بوابة هيئة السياحة على الرابطwww.scta.gov.sa
* ما سبب ضعف العقوبات التي تفرض على المنشآت السياحيَّة المخالفة؟
نحن نعمل ضمن نظام السياحة بشكل عام وصدر النظام الجديد قبل شهرين من مجلس الوزراء وننتظر أن نبلغ بهذا النظام من الدَّولة بشكل رسمي لإعلانه للعامة والبدء في تطبيقه بعد مرور المدة النظامية بعد إعلانه.والنظام الجديد يعطي مجالاً أوسع للعقوبات وضبط العلاقة بين المستهلك والمستثمر ونحن نعمل في المرحلة الأولى على العقوبات التي تُطبّق بحذر شديد ومساحة واسعة من إعطاء فرصة في المرحلة الأولى حتَّى يتعوَّدوا على النظام الجديد وضبط منتجاتهم.ولكن مع مرور الوقت خلال العامين القادمين سيكون هناك عمق أكثر لهذه الأنظمة وتنفيذها من ناحية العقوبات والغرامات، ونحن نؤمل مع صدور الجمعيات التجاريَّة المهنية ومن ضمنها جمعية الإيواء السياحي أن تعمل لتطوير المنتجات وتطوير المعروض والجودة لمرافق الإيواء السياحي ليقل عدد المخالفات وهذا هو الأسلوب الذي تنتهجه الهيئة وهو أسلوب مهني متدرج.
* هناك مطالبات بضرورة إنشاء شرطة للسياحة.. هل تدعمون هذه المطالبة أم لديكم رأي آخر؟
-
أول من تطرَّق لفكرة الشرطة السياحيَّة هو صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز -رحمه الله- وقد قمنا بعدة دراسات مكثفة مع وزارة الداخليَّة وقدمنا تقارير موسعة حول هذا النشاط والمسار، كما قمنا بتدريب 29 ألف فرد عن طريق كلية الملك فهد الأمنيَّة لتطوير قدرات مراكز الشرطة والمرور ونعمل حاليًّا مع وزارة الداخليَّة لتطوير منظومة حماية الآثار. ونحن نعول على الخدمات المقدمة من القطاع الخاص التي لها ارتباط بخدمات وزارة الداخليَّة في تخفيف العبء وحماية المنشآت التي لا تحمل صفة الحساسية الأمنيَّة بتنسيق شامل مع سمو أخي وزير الداخليَّة الأمير محمد بن نايف الذي يعمل بشكل مكثف على ملفات الأمن جميعها ومنها الأمن في مواقع الآثار والمواقع السياحيَّة. كما نعول كثيرًا على حملات التوعية للمواطنين بأهمية المواقع الأثرية ومناطق السياحة ليكونوا خط الحماية الأول.
* ما هي أبرز المشاريع الخاصة باستثمار التقنية والمكتبة الإلكترونية وقنوات التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بقواعد البيانات والإرشاد السياحي وتنظيم حملات التوعية ؟
- الهيئة متقدمة جداً ومنذ تأسيسها في شأن الاستفادة من التقنية والتواصل، وقد تم مؤخراً إقرار تطوير شامل للإعلام الالكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي الإعلامية والتسويقية المتخصصة، كما حصدت الهيئة جوائز متعددة ومرموقة منها ما أعلن هذا الأسبوع، كما حازت على موقع متقدم في برنامج التعاملات الحكومية الالكترونية الوطني (يسر(.
* مقولة تتردد كثيرا في الأوساط المحلية والخليجية أن المبلغ الذي تدفعه في السياحة الداخلية لا يوازي الخدمة والجودة المقدمة. ما هو دور الهيئة في دحض هذه المقولة؟
- تقوم الهيئة بشكل مستمر بإجراء دراسات للسوق وتحديث المعلومات حول الأسعار للمناطق السياحية، كما تقوم حالياً وفق مشروع التطوير الشامل بإجراء دراسات عميقة للاقتصاد السياحي، ودراسة عميقة للأسعار الموسمية وتقييم الخدمات في بعض المناطق، وأسباب ضعف التمويل وتحفيز المستثمرين، كما أقر مجلس الوزراء الموقر خلال هذا العام تقرير مهم قدمته الهيئة للمجلس الاقتصادي الأعلى ( إيجاد الحوافز المناسبة لتهيئة البيئة الاستثمارية لنمو المشاريع السياحية) والذي احتوى على عدد من المسارات المؤمل أن تساهم في تطوير المرافق وضخ الاستثمارات وتقليص الموسمية لصالح المستهلك والمستثمر معاً.
* هل حان الوقت لإصدار تأشيرات سياحية وماهي التوجهات في هذا الشأن؟
- لم يحن وقت إصدار التأشيرات السياحية بسبب الضغط الكبير على السياحة الداخلية من خلال ازدياد الطلب وتأخر تطوير الخدمات والمرافق والوجهات السياحية المتكاملة، كما أن الهيئة وتنفيذاً لقرارات الدولة قد أقرت بالتعاون مع وزارات الخارجية والداخلية والحج تطوير سياحة ما بعد العمرة لأكثر من 65 دولة يبدأ العمل بها بعد موسم حج هذا العام إن شاء الله، كما تركز الهيئة على سياحة الفئات من غير المواطنين الذين يعيشون ويعملون في المملكة أو من خلال من يقدم للمملكة مصاحبا للمعارض والمؤتمرات.
== الاستراحات على الطرق
* سمو الأمير يظل هناك هاجس يؤرق الجميع وهو الاستراحات على الطرق البرية في ‹مملكتنا الحبيبة وما تقدمه من خدمات وهو من أكبر التحديات التي تحتاج إلى التفاتة خاصة من أكثر من جهة وربما تأتي هيئة السياحة في المقدمة.. وحيث اطلعنا مؤخراً على الجهود التي بذلت من الهيئة.. أتمنى من سموكم الحديث عن خطة الهيئة في هذا المجال؟
- الهيئة استشعرت عدم كفاءة استراحات الطرق، وتناولت هذا الموضوع و حركت ملفه منذ عام 1425هـ (وهو العام الذي أقرت فيه الدولة الاستراتيجية الوطنية للسياحة) وقامت خلال السنوات الماضية بمجهود استثنائي لإعادة هيكلة هذا القطاع المهم للسياحة الوطنية وقد تم بحمد الله ثم بجهود الهيئة وعدد من الجهات الحكومية ومنها وزارة الشؤون البلدية والقروية والنقل وغيرها تطورات إيجابية توجت بصدور قرار مجلس الوزراء الموقر منتصف العام الماضي باعتماد توصيات اللجنة الوزارية المشكلة لدراسة تحسين وضع مراكز الخدمة ومحطات الوقود على الطرق الإقليمية، وورد نصاً في القرار أنه صدر «بناء على ما رفعه رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار بشأن مبادرة الهيئة لتحسين مراكز الخدمة على الطرق الإقليمية - المبنية على ما ورد في الاستراتيجية العامة لتنمية السياحة الوطنية، وذلك بهدف تنمية السياحة الداخلية وتطويرها»، وكلف القرار وزارة الشؤون البلدية و القروية لمتابعة تنفيذ برنامج التحسين الجذري ومراقبة الأداء مستقبلاً، و منحت للمحطات القائمة مهلة سنتين لتحسين أوضاعها، و الحصول على التراخيص اللازمة وفقاً لمعايير التشغيل الجديدة.
كما عملت الهيئة بشكل مباشر مع شركة ساسكو (شركة وطنية مساهمة) والتي توجت بإعادة تطوير وإنشاء نحو 40 استراحة طرق مميزة في مختلف أنحاء المملكة قبل صدور القرار المنظم (و قصة هذا التعاون موثقة في لقاء مع رئيس مجلس إدارة الشركة ( رابط لقاء رئيس شركة ساسكو http://bit.ly/1reoT7h
هناك تدن كبير في مستوى الخدمات التي تقدمها المواقع التجارية خاصة محطات الطرق حتى أن المسافر لا يستطيع الاستراحة فيها لسوء ما تقدمه من أطعمة ومسكن .... الخ، ما دور الهيئة في هذا لجانب؟ وهل سنرى قريبا محطات بمواصفات سياحية عالمية على طرقنا الدولية على الأقل؟
- سبق ان أجبت عن وضع استراحات الطرق والمحطات على الطرق الإقليمية التي كانت الهيئة العامة للسياحة والآثار أول من نادى بضرورة تطويرها، وذلك انطلاقاً من استراتيجية التنمية السياحية التي أقرتها الدولة عام 1425، وبناء على تأثير تدني مستوى هذه المحطات على السياح الذين يستخدمون الطرق أثناء تنقلهم بين مناطق المملكة، ولكون الإحصاءات أظهرت أن حوالي 86 % من إجمالي عدد الرحلات السياحية بين مناطق المملكة يتم باستخدام الطرق البرية،وتابعت الهيئة هذا الملف واستكملت كل جوانبه حتى صدر قرار مجلس الوزراء الموقر قبل أكثر من عام باعتماد ما رفعته الهيئة من برنامج عمل تشرف على تنفيذه وزارة الشؤون البلدية والقروية يؤدي إلى تطوير هذا القطاع المهم
.
== سياحة دون المأمول
* لا زالت السياحة السعودية في المهد من حيث الجذب للسايح المحلي ناهيك عن الأجنبي ، ولا زالت دون المستوى المأمول كدخل قومي يعتمد عليه خاصة ان كل المقومات الطبيعية متوفرة ! متى نرى السعودية بلدا سياحيا بمعنى الكلمة؟ وما الأسباب التي تحول دون ذلك؟
- نعم السياحة الوطنية لا زالت دون المستوى الذي نؤمله، ولكن نعتقد أننا في الاتجاه الصحيح، وهناك أهمية لإدراك المراحل التي قطعتها الهيئة وشركائها للوصول لهذه المرحلة المتقدمة من حيث إحداث هيكلة شبه كاملة للقطاعات المتعددة والمتنوعة وإقرار حزمة من الأنظمة ومنظومة من المسارات على مستوى الدولة وتكوين مجموعات من الشركاء على المستويات الوطنية المحلية، وإحداث نقلة كبيرة في الوعي الوطني بالسياحة كنظام اقتصادي و مسار تنموي يجد اليوم القبول الكامل من المواطنين وفي تطوير عمليات إدارة منظومة قطاعات السياحة والآثار والمتاحف والحرف والصناعات التقليدية وعمليات النشر الإعلامي وتأسيس وعي كبير بما يتعلق بالسياحة و التراث الوطني، وبناء أجهزة الهيئة والمناطق وتطوير مسارات الشركاء وإداراتها وتعزيز قدراتها وبناء منظومة مجالس وأجهزة التنمية السياحية في المناطق والأنظمة الأمنية وإعادة هيكلة قطاعات كبيرة مثل الإيواء السياحي (الفنادق والشقق) واستحداث مسارات للتمويل، والمبادرات المتكاملة لأكثر من 20 قطاعاً غير متجانس تشرف عليها الهيئة، لمزيد من المعلومات (يمكن الاطلاع على تقرير تنفيذ المبادرات من خلال الرابط التالي:http://bit.ly/1o0HGPr
* ألا يرى سموكم أن موضوع السياحة يحتاج إلى ثورة عارمة في شتى المجالات تبدأ بالدراسات والتخطيط الواعي ثم الحملات الإعلامية الشاملة وتصل إلى التوطين.أنا أسأل في ظل هذه الطفرة الكبيرة وسخاء خادم الحرمين عندما يقتنع بالمشاريع المعروضة وأعتقد أن سخاءه في مشروع التعليم الأخير دليل قاطع على ما أقول؟
- نعم نتفق تماماً على أن السياحة كقطاع اقتصادي كبير ومولد أساس لفرص العمل للمواطنين وخاصة الشباب ويحتاج هذا القطاع إلى دعم كبير في هذه المرحلة كونه قطاع اقتصادي منتج، وسوف نعلن مشروع التطوير الشامل الذي أشرف كرئيس الهيئة مع زملائنا وشركائنا على وضع الإطار العام خلال أسابيع قصيرة إن شاء الله، و هذا المشروع عند تمويله و تمكينه يكفل إحداث نقلة كبيرة و مباشرة يلمسها الجميع في شتى المجالات السياحية و كذلك فيما يتعلق بالعناية بالتراث الوطني.
==البعثات
* هل صحيح يا سمو الأمير أن محدودية الانفتاح على البعثات الأجنبية للتنقيب عن الآثار سببه الخشية من وجود دوافع سياسية أو أخرى تتعلق بنظريات دينية عن تاريخ الجزيرة العربية ؟
- ليس هناك محدودية في الانفتاح على البعثات الدولية للتنقيب، بل بالعكس فإن هذا القطاع يشهد نهضة تطويرية غير مسبوقة وانفتاح مدروس وكبير ويوجد حالياً حوالي 30 فريق تنقيب يعمل في أرجاء بلادنا مع عدد كبير من الدول والمراكز العلمية والجامعات الدولية المميزة، تفاصيل أوسع في رابط تقرير التنقيبات الأثرية في المملكة العربية السعوديةhttp://bit.ly/1mQt9Wc، أو زيارة www.scta.gov.sa.
* هل لاحظتم انخفاضا في أعداد السعوديين الذين يقضون إجازاتهم خارج الوطن بعد تأسيس الهيئة وبدء نشاطاتها وبرامجها السياحية؟
- لقد لاحظنا استمرار تدفق المواطنين للسياحة خارجياً وتزايد أعداد السياحة الداخلية على الرغم من انخفاض كفاءة الخدمات في عدد من المناطق المستهدفة سياحياً، ونحن نعمل حالياً على استكمال القرارات الممكنة من الدولة والتي من شأنها اطلاق السياحة الوطنية للنهوض المأمول من الدولة والمواطنين، كما نأمل من خلال مشروع التطوير الشامل إحداث نقلة عميقة في تطوير المرافق والخدمات والمسارات السياحية المتكاملة والوجهات السياحية الرائدة وتطوير منظومة المواقع والفعاليات التراثية ضمن مشروع الملك عبد الله للتراث الحضاري وهو مشروع تاريخي يؤمل منه إحداث نقلة في وعي المواطن بتاريخ وتراث وحضارة وطنه والاستمتاع بها.
== المتاحف والمحميات
* دعم الهيئة للمتاحف الخاصة التي يملكها أشخاص، وهل لديكم آلية لتشجيع من أراد إنشاء متحف أثري إن وجد؟
- أطلقت الهيئة مساراً لدعم المتاحف الخاصة، و قد باشرت الهيئة الترخيص لهذه المتاحف، و تصنيفها إذ أن بعضها تضم آثاراً يتم تسجيلها في السجل الوطني ودراستها والاستقصاء حولها، و الكثير منها مجموعات خاصة من قطع تراث شعبي، و قد اشتمل مسار دعم المتاحف الخاصة إلى جانب الترخيص، برامج لتدريب أصحاب المتاحف و بعضاَ من ذويهم لإدارة هذه المتاحف و العناية بالقطع، و أساليب عرضها و تسويقها للزيارة، كما استصدرت الهيئة قراراً من سمو وزير الشؤون البلدية و القروية لمنح أراض لمن يرغب في إنشاء مقرات جديدة لهذه المتاحف مقابل إيجارات ميسرة، و تم التنسيق مع البنك السعودي للتسليف والادخار لتقديم قروض لمن لديه رغبة في تطوير متحفه و إتاحته للزوار، و جرى تنظيم زيارات لاستطلاع تجارب رائدة في الداخل و خارج المملكة شارك فيها العشرات من أصحاب المتاحف الخاصة، إلى جانب إقرار الهيئة لبرنامج يتيح لأصحاب المتاحف نقل متاحفهم للقرى التراثية التي يجري تطويرها من قبل الهيئة، وذلك عبر تسليمهم مبان مرممة لعرض مجموعاتهم شريطة فتح هذه المتاحف للزوار، و تقيم الهيئة ملتقى لأصحاب المتاح الخاصة كل عامين، أقيم منه نسختين الأولى في الرياض و الثانية في المدينة المنورة، و يجري الإعداد للملتقى الثالث العام القادم في إحدى مناطق المملكة.
هناك محميات متناثرة على مستوى المملكة . ما هو دور الهيئة في الاستفادة من المحميات سياحيا؟
- نعمل مع الهيئة السعودية للحياة الفطرية التي يشارك سمو رئيسها في مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والآثار، وترتبط الهيئتين باتفاقية تعاون تضمن العمل على تهيئة بعض المحميات للزيارات وإقامة نزل بيئية ومراكز زوار فيها، والبداية الآن في محمية بني معارض في صحراء الربع الخالي بمنطقة نجران، ومحمية محازة الصيد قرب الطائف.
قطاع السياحية يحتاج إلى تدعيم مالي وتنظيمات كبيرة وهو ما بدأنا نستشعر بوادره من العام الماضي، من خلال ما أقر من الدولة من تنظيمات وقرارات مؤمل استكمالها هذا العام من خلال قرارات مهمة كالتمويل السياحي، وانطلاق شركة الاستثمار والتنمية السياحية المملوكة للدولة، ودخولها في مجال الاستثمار السياحي، وتطوير البنية التحتية مع القطاع الخاص، وانطلاق مشاريع منها مشروع الملك عبد الله للتراث الحضاري وغيرها من المسارات التطويرية الاستراتيجية.
* متاحف الجامعات في غالبية الوقت تكون مغلقة ولا يستفيد منها الطلاب. لماذا لا تتدخل الهيئة لإلزام الجامعات بعدم إغلاق متاحفها أمام الطلاب والطالبات؟
- تكلمت عن متحف جامعة الملك سعود ولكن نتطلَّع إلى منظومة من المتاحف المتخصصة في مؤسسة النقد السعودي والخطوط الجويَّة السعوديَّة لإنشاء متحف يتعلّق بتاريخ الشركة والطيران التجاري في المملكة، وأيْضًا هناك القوات الجويَّة في الرياض أنشأت متحفًا للطيران نتوقع أن يتم التوسع فيه، وأيْضًا بعض الجامعات الوطنيَّة تعمل معنا ضمن اتفاقية لإنشاء متاحف متخصصة مع دخول جامعة حائل وجامعة جازان وجامعات أخرى في عملية البحث الأثري والاستكشافات ونتمنى أن يكون ذلك قريبًا.
* شارع الأمير فيصل بن فهد بجدة يُعدُّ تحفة فنيَّة ومعلمًا حضاريًّا وأتمنَّى اختيار الموقع لإقامة هذا المتحف المهم جدًا، وأعتقد لو تحصلت هيئة السياحة على موقع على امتداد هذا الشارع فهو رائع ليصبح متحفًا للفنون لكل زائر لمدينة جدة وشاهدًا على مدى التطوّر وسيكون مرآة عاكسة لاهتمام المملكة بالجانب السياحي؟
- لدينا فريق جديد لإدارة المتحف الوطني، وكذلك بقية المتاحف، في المدينة المنورة لديّ حلم منذ عشرات السنين (بدأته قبل وجود الهيئة العامَّة للسياحة والآثار) بإنشاء واحة القرآن الكريم، وخادم الحرمين الشريفين تبنى هذه الفكرة ووافق عليها، وتم دعوة عدد من بيوت الخبرة العالميَّة لتقديم تصاميم وقد تم تقييم هذه التصاميم وتحكيمها ويتم الآن تقييم هذه المشروعات، وقد تم تحديد أرض الموقع، ليكون واحة القرآن الكريم ليكون أول عمل من نوعه، وهذا سينطلق ضمن المتاحف الخاصَّة بالتاريخ الإسلامي، والحجاز، ومكة المكرمة والمدينة المنورة، والطائف، وبقية مناطق المملكة الأخرى. ونحن نعمل بانتظام مع أمانة جدة، وأمينها ومسؤوليها يعملون باحترافية، ولدينا عمل كبير معهم فيما يتعلّق الوجهات السياحيَّة التي تحتاجها جدة والمناطق القريبة منها، لتتميز جدة وتزداد تميزًا.
* هنالك مواقع تراثية وإرث كبير في مملكتنا الحبيبة وبعضه تناولته الأيادي بالسرقة والتخريب، وهذه كنوز للبلد وثروات لماذا لا يكون هنالك تعاون أمني لتحريز وحفظ مثل هذه المناطق؟
- ذكرت في إجابتي السابقة أن هناك تنسيقًا كبيرًا مع وزارة الداخليَّة وإمارات المناطق على تكثيف حملات الحماية للمواقع الأثرية، ويتَضمَّن «مشروع الملك عبد الله للعناية بالتراث الحضاري» مسارًا رئيسًا لحماية المواقع، ويشمل تسوير المواقع ومنظومة مراقبة وحماية، بالتوازي مع التوسع في حملة التوعية التي أطلقتها الهيئة لرفع الحس الوطني للمواطنين خصوصًا سكان المناطق المحيطة بها، وعموم المواطنين لتجنب العبث بالثروات الوطنيَّة التي تمثلها هذه المواقع، كما أطلقت الهيئة حملة لاستعادة الآثار التي في أيدي المواطنين وتسجيلها وعرضها في المتاحف بعد توثيقها ودراستها..
*هناك أشخاص مهتمون بالتراث لديهم آثار وتحف ومقتنيات كثيرة ولا يستطيعون عرضها فهل من الممكن أن يَتمَّ إعطاؤهم مواقع أو بيوتاً في جدة التاريخية لعرض ما لديهم؟
- بالنسبة لمنح مواقع للمتاحف الخاصَّة، فقد باشرت الهيئة منذ وقت مبكر العناية بالمتاحف الخاصَّة حيث رعت هذه المتاحف ودعمت ملاكها، وسوف نسلم قريبًا الأشخاص الذين لديهم متاحف خاصة ولا يملكون موقعًا سنعطيهم مواقع في القرى التراثية خصصت لهذا الغرض لعرض ما لديهم، وسيكون في جدة التاريخية ضمن المباني التي طالبنا بتملكها ونزع ملكياتها لتكون مرحبة بالزوار.
== مكاتب سياحية
* الجميع يدرك يا سمو الامير الجهود التي تبذلونها لتوطين وظائف القطاع السياحي، لكن يبدو أن مكاتب ووكالات السفر والسياحة لا زالت عصية على التوطين. فهل هناك أسباب لذلك لا يعرفها الناس؟
-ليس هناك قطاع عصي على التوطين، و ثقتنا في المستثمرين كبيرة، و نحن نعمل معهم بتنسيق كبير، و تخضع هذه الوكالات لأنظمة الدولة في السعودة المتدرجة، إذ المطلوب هو تهيئة الوظائف للمواطنين بشكل دائم، لا مجرد تحقيق أرقام موهمة، وقد كان هناك إشكالية في وجود الراغبين في العمل و المؤهلين لمتطلباته، خصوصاً إذا عرفنا أن هذه الوظائف تحتاج لخبرة في التعامل مع المواضيع المحاسبية والإلمام بأنظمة الطيران العالمي، و هذه الإشكالية شبه منتهية بوجود خريجي كليات السياحة الذين عملنا مع الجامعات على تطوير برامجها الدراسية لتوافق متطلبات سوق العمل، ومن ذلك ما عملت عليه الهيئة مع جامعة الملك سعود بتشكيل مجلس استشاري لكلية السياحة من المتخصصين الدوليين والمحليين وبعض المستثمرين نتج عنه تطوير شامل للمناهج الدراسية، و برنامج التدريب العملي واللغة الإنجليزية، وما حصل مع جامعة الملك سعود تم عمله مع جامعة الملك عبد العزيز، و المؤسسة العامة للتدريب التقني و الفني التي تنشئ منظومة من كليات السياحة والفندقة في مناطق المملكة، و معهد الإدارة العامة، وعدد من وكالات السفر قامت بإنشاء معاهد تدريب متخصصة.
ونثق أن المواطنين الذين يعملون في وكالات السفر سيجدون مكانهم، ولدينا تطوير شامل للبرنامج الوطني للموارد البشرية السياحية (تمكين) في الهيئة، ودائماً الهيئة عوناً للجاد منهم، والمستثمرون في وكالات السفر يعلمون أن الهيئة تعمل بشكل أكيد لتوطين المهن السياحية وليس ذلك مجال للتردد أو المساومة.
كما أن صدور قرار الدولة بإنشاء جمعيات مهنية كان ضمنها جمعية للسفر والسياحة سيسهم في تنظيم العمل في هذه الوكالات والارتقاء به، ولا شك أن توطين الوظائف سيكون في مقدمة اهتمامات الجمعية تحت إشراف الهيئة.
* عرضت المملكة مجموعة باهرة من كنوزها الأثرية في عدد من عواصم العالم، فمتى سيشاهدها السعوديون؟
- القطع التي يضمها معرض « طرق التجارة في الجزيرة العربية .. روائع الآثار السعودية» كلها وبدون استثناء كانت معروضة في المتاحف السعودية وستعود للعرض في تلك المتاحف (والمتاحف الجديدة) بعد انتهاء جولة المعرض، وهي دعوة للجميع لزيارة المتحف الوطني بالرياض والمتاحف الإقليمية في مناطق المملكة القائمة الآن وتلك التي ستفتح أبوابها خلال العامين القادمين.
* تتمتع المملكة بتنوع تضاريسها ( بحار ، جبال ، هضاب ، صحاري ) ولكل منطقة ميزتها النسبية فهل هناك استراتيجية للاستفادة من هذه الكنوز ؟
- لقد أوضحت الاستراتيجية الوطنية للتنمية السياحية والمقرة من الدولة عام 1425 الاستراتيجية المحدثة ( للمزيد يرجى الاطلاع على: الاستراتيجية الوطنية للتنمية السياحية و الخطة التشغيلية على الرابط: http://bit.ly/1AnusX6 ، وخطط المناطق أن لدى بلادنا مقومات هائلة للتنمية السياحية التراثية وهي الخطط التي تضمنت المشاريع والمبادرات ، وقطعنا مع شركائنا شوطاً كبيراً في تنفيذها، والقادم سيتم بوتيرة أسرع إن شاء الله لتحويلها إلى منجزات ملموسة من الجميع.
البيئة الصحراوية تعتبر مناجم وخصوصا للعالم الخارجي بما تحتويه من تنوع ، وخصوصا بعد اكتشاف اثار بها ، وما يمكن من الاستفادة من الكثبان الرملية في فعاليات سياحية كالتزلج على الرمال او اكتشاف الكهوف التي تزخر بها الصحاري الشاسعة .ما جديد الهيئة في هذا الصدد ؟
- نعمل في مسار سياحة الصحراء بشكل مركز انطلاقاً من استراتيجية التنمية السياحية المقرة من الدولة عام 1425 هـ، وبنينا مع شركائنا تجارب ناجحة في المهرجانات الصحراوية مثل حائل وبيشة ورالي حائل وسوف نعلن الإطار الشامل لسياحة الصحراء خلال أسابيع قليلة بإذن الله، بناء على التجار الناجحة عالمياً، وللاستزادة عن المهرجانات أدعوكم لزيارة رزنامة الفعاليات السياحية على الرابط: www.saudievents.sa
== السياحة الدينية
* ظهر مصطلح السياحة الدينية في الآونة الأخيرة ويقصد به مكة والمدينة خارج المواسم وما تحويهما من مقدسات.. هل تؤيد سمو الأمير هذه التسمية وإذا كنت كذلك فهل يمكن أن تتبنون برامج سياحية لهذا المشروع خاصة؟
- لا نؤيد مصطلح السياحة الدينية، فبلادنا هي قبلة المسلمين وتتشرف بخدمتهم وتنفق على هذه الخدمة ما يفوق مدخولها إن وجد من القادمين للحج أو العمرة، ولكن كما قلت في إجابة سابقة عملنا لفتح المجال وتنظيم مسار سياحة ما بعد العمرة حتى نعطي الفرصة للإخوان المسلمين لزيارة مهد الإسلام والتعرف على ما يحدث في هذا الوطن الذي تمسك بالإسلام وأحدث نقلة تنموية وبشرية هائلة في نفس الوقت، ويشمل ذلك تطوير بدأ الآن في مواقع التاريخ الإسلامي ومنظومة الإجراءات والخدمات من جميع الجهات ذات العلاقة والتي تعمل بتضامن متميز لتحقيق هذا الهدف النبيل.
* العاطفة الدينية تغلب علي مجتمعاتنا وهناك بعض الآراء من الدينيين تعارض أعمال الهيئة لرفضهم فكرة المزارات شكلاً ومضمونا فكيف تتعامل الهيئة مع هذه الآراء؟
- نحن نتعامل مع الأمور الشرعية بكل حرص واحترام ولا نتحرك في أمر قبل تداوله مع أصحاب الرأي الشرعي من المشايخ الأفاضل ونستند على ما صدر من قرارات للدولة بنيت أساساً على رأي شرعي متوازن، ونحن نعمل تحت مظلة توجيهات خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله في إطار برنامج مواقع التاريخ الإسلامي ومع هيئات تطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة لإعادة الاعتبار لمواقع التاريخ الإسلامي وجعلها مواقع محترمة لزوارها من المسلمين أخذ العظة والعبرة من الأحداث التاريخية الإسلامية العظيمة التي حدثت في مهد الإسلام، وللبرنامج إدارة متخصصة ولجنة إشرافية يرأسها رئيس الهيئة ولجنة استشارية من المشايخ الأفاضل والمختصين.
* رغم وجود الحرمين الشريفين ووجود مواطن الحضارات القديمة في المملكة ووجودك أنت رجل نثق بوعيه ورقي فكره إلا أن ما قدم للسياحة أقل بكثير من طموحاتنا الكبيرة وآملنا في انفتاح بلدنا سياحيا على مستوى العالم مع وجود المقومات الرائعة لذلك.؟
- فعلاً بلادنا لديها إمكانيات ومقومات سياحية كبيرة لتحولها لبلد سياحي من الطراز الأول وخاصة مع وجود الطلب العالي من المواطنين والقناعة التامة بجدوى الاستثمار في هذا المجال الواعد، ونأمل أن تحمل ميزانية العام المقبل نقلة هامة ستحقق لهذا المشروع الكبير لكي ينهض كما نهض غيره من القطاعات.
* هناك فنادق لشركات عالمية لها عدة فروع في عدد من الدول وعند مقارنة سعرها نجد أننا الأغلى سعراً بين تلك الدول، ومثالا لذلك دبي فلديها على سبيل المثال بـ 750 ريالا ، أما لدينا وفي نفس الفندق بفرعه هنا نحد أن سعره يتجاوز الـ 1900 ريال، ما السبب؟
- بالنسبة للأسعار سبق أن تحدثت عن ذلك في أكثر من مناسبة، وإذا كان من إضافة يمكن قولها فهو أن المشكلة تتعلق بضعف التمويل الذي يؤدي إلى تحفيز الاستثمار في المناطق التي لا تجد محفزات لجذب السائح وتبقى عملية معكوسة لأن المستثمر لا يجد الدعم من أجل الانطلاق وزيادة المعروض من مرافق الإيواء السياحي، والسائح لا يمكن أن يذهب إلى مواقع ليست فيها مرافق أو خدمات.
ونحن نركز على ذلك بالتعاون مع وزارة المالية من خلال الصناديق الخاصة بالتمويل القائمة ورفع للدولة بذلك. ونعمل مع وزارة المالية من أجل تطوير برنامج الإقراض الحكومي ليشمل مرافق ومنشآت القطاع السياحي ومن بينها الإيواء والترفيه، ونأمل أن يتحقق هذا الأمر هذا العام.
كما تقوم الهيئة الآن بتطوير المسارات السياحية الاستراتيجية وعلى سبيل المثال نسعى إلى تطوير مسار أبها الباحة الطائف منتهيا في مكة المكرمة وجدة، مروراً بالقرى والبلدات الجميلة على طول هذا المحور.
الأمر نفسه ينسحب على مسار تبوك ينبع المدينة المنورة على امتداد البحر الأحمر. ولك أن تتخيل أن تطوير هذه المسارات يحتاج استثمارات وإمكانيات محلية حتى تتطابق ومتطلبات السياح ذوي الدخول المتوسطة والمرتفعة الذين لم يتم استقطابهم للسياحة الآن خارج المدن الكبرى، ولعل ذلك أحد أسباب الشكوى من الأسعار من قبل الشرائح ذات الدخول المنخفضة التي تتوقع أن تكون الأسعار في متناول اليد، وهذا ما تسعى إلى تحقيقه من خلال البرنامج الذي نسعى لإنجازه بالشراكة مع مراكز بحثية متخصصة.
* على الرغم من قلة المرافق الترفيهية خاصة في بعض المدن نجدها متهالكة ومتدنية الإمكانات وبأسعار عالية جداً مقابل خدماتها المتواضعة، كيف للهيئة أن ترفع من مستوى تلك المرافق وتُشجع رجال الأعمال للاستثمار فيها؟
- نعم نوافق من يقول إن المراكز الترفيهية في بعض المدن متهالكة ومتدنية، ونعمل الآن مع وزارة الشؤون البلدية والقروية وأمانات المناطق بحكم إشرافها على هذه المرافق للارتقاء بمستوى هذه المرافق ورفع جودتها.
== مكة
* نلاحظ بعض الآثار التاريخية وخاصة في مكة لا تجد العناية اللازمة ناهيك عن التي اندثرت ومحيت ولا زلنا ننتظر دور الهيئة في الحفاظ على ما بقي منها فما هو تعليق سموكم؟
- ما يتعلق بالآثار التاريخية في مكة المكرمة نحن نعمل ضمن أوامر ملكية سامية واهتمام خاص من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، نبارك لأنفسنا عودة الحياة والترميم وبدأ النشاط في جدة التاريخية وهو المنجز الحقيقي بإذن الله، وشخصيًّا بدأت في هذا المجال قبل إنشاء هيئة السياحة
* مع المشروعات الضخمة التي تنفذها الحكومة السعوديَّة لتطوير الحرمين الشريفين، ظهرت أصوات غاضبة تتهم الشركات المنفذة بهدم بعض الآثار التاريخية في مناطق التطوير، هل تابعتم الأمر؟ وهل وضعتم حلولاً لذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية؟
- حقيقة تقوم رئاسة شؤون الحرمين بالعمل بشكل وثيق مع الشركات التي تعمل في هذا المجال والهيئة تتعاون مع رئاسة شؤون الحرمين ودليل ذلك الآثار التي جمعتها في عملية إزالة المباني في المرحلة الأولى حيث جمعت نحو 17 ألف قطعة متحفية من الحفريات وتم تنظيمها وتسجيلها بشكل كامل مع رئاسة الحرمين في عدد من المواقع وكتبت لهيئة تطوير مكة للمحافظة على المواقع ذات العلاقة بالتاريخ الإسلامي حسب توجيهات المقام السامي الكريم، وأيْضًا تعمل رئاسة شؤون الحرمين على توثيق بعض الأجزاء التي تم نقلها لصالح توسعة المطاف والمواقع الأخرى.
* حول قرار إطلاق الأسعار الذي صدر من مجلس الشورى وكان هناك معارضون لهذا البند وكنت واحدا منهم لكن القرار صدر كعرف برلماني برأي الأغلبية، لذا ليت الهيئة بصفتها جهة تنفيذية ستواجه الشكوى والنقد، ليتها ترفع عن الحاجة إلى تحديد سعر أعلى معقول بحيث لا يرهق النزيل ويحقق الربح المعقول للمستثمر وبخاصة بمكة والمدينة بوصف أن الذين يقدمون إليها إنما جاؤوا للعبادة وليس للسياحة والفنادق القريبة من الحرم بمكة ممتلئة طوال العام ولهذا أرباحهم مضمونة بخلاف الفنادق التي تقع بمناطق أخرى كالطائف وأبها التي مواسمها شهران أو ثلاثة، إن هذه الخطوة بتحديد سعر أعلى معتدل وليس مثل المعمول به الآن في مكة والمدينة.. لو تمت ستحسب لسموكم وللهيئة إنجاز ان يخفف على الناس وبخاصة الذاهبين للعبادة فضلا عن تشجيع السياحة الداخلية والفنادق لدينا لها تسهيلات وليس عليها ضرائب فلابد أن تكون أسعارها معتدلة؟
- تقوم الهيئة حالياً بتحديد الحد الأعلى الذي لا يُسمح بتجاوزه، و يقتصر ذلك على الغرف العادية (أو القياسية Standard) في الفنادق و الشقق القياسية الصغيرة، إذ أن هذه الفئة من الغرف و الشقق هي التي تعني عامة المستهلكين ، و النظام العالمي في الدول التي تحدد الأسعار يقتصر على هذه الفئات، أما نظام السياحة الجديد الذي ذكرتم أنه مر على مجلس الشورى فترة عضويتكم، فلعلكم تذكرون أن رأي الهيئة كان أن تستمر صلاحية تحديد الأسعار و تخول الهيئة بمراقبتها على الأقل خلال السنوات الثلاث القادمة، وحتى تصدر قرارات تمويل المرافق السياحية و يبدأ أثرها عبر زيادة المعروض، وإنجاز مشاريع إعادة التطوير في المناطق التي تشهد تطويراً شاملاً مثل مكة المكرمة والمدينة المنورة و ما يصاحب ذلك من تقلص محدود لأعداد الفنادق التي تم نزعها لصالح التوسعة، و سيستغرق إعادة بناء غيرها و دخول استثمارات أخرى بعض الوقت لنصل إلى العدد السابق و نتجاوزه بكثير من حيث أعداد الوحدات الفندقية التي ينتظر أن تدخل للخدمة في المدينتين المقدستين خلال العامين القادمين، و هذا لأمر ليس مقتصراً على مكة المكرمة والمدينة المنورة، بل هو موجود بدرجات متفاوتة في المناطق السياحية و التي تعاني من الموسمية التي تجعل الأسعار ترتفع في المواسم لأن مرافق الفنادق والشقق المفروشة لا تحظى بنسب إشغال جيدة خارج المواسم، و بالتالي فإن المستثمرين غير قادرين على الاستمرار، و خروجهم سيزيد الخلل في المعادلة وسيؤدي إلى ارتفاعات أكثر في الأسعار، و لذا فقد تحركت الهيئة على معالجة مشكلة الموسمية، و أطلقت تجربة استرشادية تمثلت في : «عسير وجهة سياحية طوال العام».
والهيئة في سياستها تقف على ذات المسافة بين المستهلك و المستثمر بما يحفظ حق المستهلك في الحصول على خدمة مرتفعة المستوى و بأسعار ملائمة، و يكفل ربحاً متوازناً للمستثمر يضمن بقاء الاستثمارات، كما تعمل الهيئة وفق سياسة الدولة الاقتصادية المعتمدة على مبدأ السوق المفتوح مع وجود المحفزات المؤقتة لاستكمال تأسيس القطاعات الاقتصادية الكبر مثل السياحة وهو ما لم يتم حتى الآن، ونتوقع استمرار الشكوى من الأسعار لفترة ثلاث سنوات مقبلة ، والهيئة تنفذ حالياً دراسات بناء على صيف 1435هـ مع التركيز على المستويات الاقتصادية التي تشكوا من الأسعار وما ستقوم به الهيئة لجذب المستويات الاقتصادية الأعلى خارج المدن الكبرى ولدنا مبادرة المسارات السياحية الاستراتيجية المتكاملة التي ستعلن الهيئة عنها في وقت قريب إن شاء الله.
== أماكن تاريخية
* منطقة الفاو التراثية التاريخية حفلت بجهود كبيرة لاكتشافها وتم الإعلان عنها إلا أنها وفجأة توقف الحديث عنها وكأن هناك أمرًا ما حدث!!، يا ترى ما سبب تغييبها بالرغم من أهميتها التاريخية؟ ولماذا لا تعمل الهيئة على استغلالها سياحيًّا وثقافيًّا؟
- الفاو تم اكتشافها قبل أكثر من 30 عامًا، في عمليات تنقيب مهنية لعلماء سعوديين من جامعة الملك سعود، والآثار موجودة الآن في متحف في جامعة الملك سعود التي نرى أنه غير مفتوح بالشكل المناسب للجمهور، والهيئة قامت بتسجيل جميع الآثار المكتشفة في الفاو بصفتها أملاكًا للدولة، وتم الاتفاق مع جامعة الملك سعود على إعارة القطع بشكل رسمي للجامعة وفق النظام، شريطة تطوير المتحف وفتحه للزوار، والاستفادة من القطع المكتشفة في المتاحف الإقليميَّة (حسب كل منطقة تم الاكتشاف فيها، إضافة إلى أن هناك معروضات مهمة من مكتشفات الفاو موجودة في المتحف الوطني، وضمن معروضات طرق التجارة الذي يطوف العالم وسيكون في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة في شهر أكتوبر المقبل، كما وقعنا اتفاقية مع جامعة الملك سعود برعاية أمير منطقة الرياض سابقًا الأمير خالد بن بندر بتكلفة تزيد عن 40 مليون ريال، حيث بدأ فريق العمل وبإشراف الدكتور عبد الرحمن الأنصاري وهو أول من أشرف على أعمال التنقيب في الفاو قبل 30 سنة وقد قال الأنصاري في كلمته أثناء حفل التوقيع: إنني أعدت له الحياة عندما اخترته ليكون رئيسًا للفريق.ونفذنا عملية تسوير للموقع بـ16 مليونًا وسيبدأ فريق مشترك بين جامعة الملك سعود وهيئة السياحة والآثار في أعمال التهيئة، وقد التزمت الجامعة بفتح المكان للزوار بشكل كامل وتهيئته ليكون جزءًا من منظومة السياحة في وادي الداوسر ومحمية بني معارض في نجران القريبة منها التي يجري إنشاء متنزه صحراوي فيها لتكون منظومة متكاملة للمنطقة، وهناك رؤية واضحة لهذه المواقع الأثرية، ولدينا الآن أكثر من 30 فريق تنقيب يعملون ضمن اتفاقيات حديثة تلزم هؤلاء الباحثين بحفظ حق المملكة في المستكشفات وعمليات النشر والتدريب للمواطنين السعوديين.
* هل لدى الهيئة مشروع تطوير لجبل القارة والمنطقة المحيطة به والصخرة المعلقة في الأحساء، هل لدى الهيئة خطة تطوير لمنطقة العلا الأثرية ومدائن صالح لاستقطاب السياح؟
- نعم .. نعمل في منطقة جبل القارة مع أمانة الأحساء وهي أحد الجهات الحكومية المتميزة، والهفوف مقبلة على مرحلة انتقالية كبيرة كموقع/ سياحي/ تراثي/ طبيعي/ وطني بالمستوى الأول، كما ستحتضن مشروع العقير إن شاء الله الذي يعد أول وجهة سياحية متكاملة على مستوى المملكة، والهيئة لديها خطة تطويرية لمنطقة العلا وتعمل مع الجهات المحلية في تنفيذها وسترون نتائجها مستقبلا بإذن الله.
* بودي سمو الرئيس لو تعلل لنا سبب تأخر مشاريع الهيئة ففي قرية ذي عين في الباحة (مدينتي) مازال المشروع يحبو منذ سنوات وقس على ذلك؟
- تأخر ذي عين لعدد من الأسباب منها قضية الملكيات والنموذج الاستثماري واتفاق الملاك على التطوير، والقصور في وجود المقاولين المتخصصين، في أعمال الترميم وأسباب أخرى ثانوية، ولله الحمد تم إنجاز كل ذلك والمشروع يسير الآن وفق الخطة المرسومة له بالتعاون مع أمانة منطقة الباحة وهي جهاز متميز ونعمل بوتيرة عالية وفي ظل دعم كبير من سمو أمير المنطقة.
== جسمي
*فيما يخص الآثار هناك مقولة قالها أحد المستشرقين عن منطقة تبوك مفادها ( أن حسمى هي متحف الجزيرة العربية ) إشارة إلى كثرة المواقع الأثرية فيها ، لكننا لازلنا نلاحظ الإهمال الكبير والتخريب أحيانا لكثير من هذه المواقع ، ونخشى أنه ليس هناك خطة لحماية الآثار على المدى القريب ، فما رأي سموكم ورؤيتكم حيال ذلك؟
- يجري العمل الآن على تطوير منطقة حسمى كمتنزه وطني طبيعي إن شاء الله بالتعاون والشراكة مع إمارة منطقة تبوك والجهات ذات العلاقة متزامناً مع تطوير سياحة الصحراء والمخيمات الصحراوية المنظمة الذي ستعلن عنه الهيئة قريباً.
== اليونسكو
*هل هناك مواقع أثرية في المملكة يمكن تسجيلها في اليونسكو؟
- صدر قرار مجلس الوزراء الموقر العام الماضي بتسجيل موقع جبه والشويمس في حائل وهو موقع رسوم صخرية وقدم الملف وتم قبوله من ناحية المظهر والمعلومات وسوف يتم إن شاء الله خلال صيف عام 2015 م والمملكة تعد موقعًا عالميًّا للفنون والرسومات الصخر ية وزاخرة بهذا النوع من الفنون الصخرية التاريخية منذ آلاف السنين وأيْضًا وحسب التعديل الأخير في نظام لجنة التراث العالمي التابع لليونسكو أصبح بمقدور كل دولة تقديم ملفين لموقعين للدراية والتصويت (بينما كان النظام السابق يقتصر على ملف واحد لكل دولة)، وقد صدر من مجلس الوزراء الموقر قبل عدَّة أسابيع قرار سبق للهيئة الرفع به وهو تسمية عشرة مواقع تراثية إضافية تدفع بها الهيئة حسب جاهزية هذه المواقع إلى اليونسكو بواقع موقعين في كلِّ عام، ونتوقع إن شاء الله أن نبدأ في تقديم الملفات الجديدة (ضمن قائمة المواقع العشرة التي وافق عليها مجلس الوزراء مؤخرًا) في عام 2016م بواقع ملفين كل عام وهذا يعطينا وقتًا لتهيئة هذه المواقع وسوف نعلن بعد الصيف في أول اجتماع لمجلس إدارة الهيئة عن القائمة، لنبدأ في تجهيز ملفاتها وهي عملية معقدة وطويلة
== الجزر السياحية
* لماذا لا تتحرك هيئة السياحة لتطوير الجزر وتهيئتها للسياح.. مع العلم أنه يوجد في السعوديَّة ما يقارب 1285 جزيرة؟
- حقيقة المملكة وسواحلها وشواطئها زاخرة بالجزر الجميلة وقد تم العمل ضمن الاستراتيجية الوطنيَّة للتنمية السياحيَّة المقرة من الدَّولة عام 1425 هـ، واستراتيجية تطوير البحر الأحمر التي أقرها مجلس الوزراء قبل ما يقارب العامين وتم طرح بعض الجزر للاستثمار بشكل جزئي، حيث تحددت الآن مسارات تنظيمية لعملية الاستثمار في الجزر من خلال لجنة حكومية مشكلة لذلك ونتوقع قريبًا تفعيل الاستثمار على الشواطئ وتكون الجزر القريبة جزءًا من الاستثمار لتحقيق التكامل الاقتصادي مع الحرص على المحافظة على الطّبيعة المكانية ونوعية الحياة الفطرية والمشروع الكبير هو مشروع جزر فرسان واستغرق ذلك أربع سنوات لإنهاء محضر متكامل للاستثمار في حزر فرسان وتم توقيعه ورفع للدولة قبل شهرين، وقبل ذلك عملت الهيئة مع هيئة الطيران المدني ووزارة الدفاع لتخصيص منطقة لإنشاء مطار فرسان وجعل ذلك ضمن منظومة الاستثمار.
السياحة تمثل رافدا اقتصاديا قويا لأي دولة ، ولاتزال السياحة لدينا دون المستوى المأمول رغم أن هيئة السياحة قطعت أشواطا كبيرة للوصول إلى مراحل متقدمة "مجموعة النخبة" أجرت حوارا مطولا مع رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز حيث تخلل الحوار هموم السياحة وقطاعاتها في المملكة والآمال المنعقدة على إحداث نقلة نوعية عميقة في تطوير المرافق والخدمات والمسارات والوجهات السياحية المتكاملة وكان لسموه حديثا لافتا عن السياحة وتطويرها مع أعضاء النخبة فإلى الحوار :