سلامٌ على جُرحِنا يا أبي....
من روائع الشاعر
محمد العطوي
أبي يتهيأُ للانتقالْ رويداً رويداً إلى وجهَتِهْ
يبادلُنا النظراتِ ، السَّنَا تدثرَ بالحُبِّ في نظرَتِهْ
أضمُّ يديهِ ، أنادي عليهِ ، أقاومُ ما بيَ في حضرَتِهْ
ولكنَّهُ لا يردُّ النداءَ ! ألا زالَ يرتاحُ في غفوتِهْ؟
سلامٌ على جرحِنا يا أبي لقد أصبحَ آليومَ في ذروَتِهْ
نُضَمِّدُهُ بالدُّعاءِ وبالدَّمعِ إِذْ أقبَلَ الحزنُ في نشوَتِهْ
ولستُ أرى الدَّمعَ إلا مُصاباً يُعبِّرُ بالماءِ عن حالتِهْ
هو الفَقدُ ، لكنَّ أقساهُ أنْ يصرِفَ النهرُ حُسناهُ عن ضِفَّتِهْ
أبي لَنْ يعودَ، وهل خِلْتُمو سحاباً يعودُ إلى هيأتِهْ؟
وهل يرجِعُ النهرُ بعد المُضيِّ بعيداً بعيداً إلى رَبْوَتِهْ
فراقُكَ يا أبتي مؤلمٌ تَجِفُّ المدامعُ من قسوتِهْ
تغادرُنا هادئاً باسماً! ألمْ يسْقِكَ الموتُ من سَكرَتِهْ؟
نُوَدِّعُ هذا المساءِ الندى ، ولا تسألوا البذْلَ عن قِصَّتِهْ
وقهْوَتِهِ ، آهِ كَمْ أشتهي حديثاً إليهِ على قهوَتِهْ
تُعيدونَهُ للثرى! فانظروا ، ألَسْنا جميعاً على صورَتِهْ؟
مواقيتُنا فسْحَةٌ لا تُرى، وكم يؤخَذُ المرءُ من فُسحَتِهْ
يموتُ الكلامُ على شفتيَّ ، فهلْ ينهَضُ الحرفُ من كبوتِهْ؟
أبي لستُ أستطيعُ إلا الدعاءَ ، تغَمَّدَكَ اللهُ في رحمتِهْ.