حقوق المرأة ... إلى أين ؟
منى المالكي
عبارة " المرأة تعيش عصرها الذهبي " مبالغة تحتاج إلى كثيرا من المراجعة والتصحيح , والأفضل أن تعاد صياغتها لتصبح " المرأة في أولى خطواتها نحو عصرها الذهبي " فالواقع ينفي ذلك العالم الذهبي المثالي للمرأة التي مازالت بعض الأنظمة تجافي وترفض الاعتراف بأن المرأة السعودية أصبحت الرقم الأصعب في معادلة التنمية بعلمها وعملها الذي ورغم كل ماتتعرض له من رفض بناء على عادات وتقاليد بالية أو نظرة استعلائية تحط من شأن ما وصلت له , ورغم ذلك كله لم تلتفت تلك المرأة الطموحة المتطلعة لغد أفضل لكل ذلك .
ما أردت أن أقوله ليس عرضاً لمنجزات المرأة السعودية أو الصعوبات التي تعترض طريقها , ما أردته هو عقبة تعترض مسيرتها نحو تحقيق حلمها بالمشاركة الحقيقية الكاملة بوصفها طرف أصيل وساعد حقيقي في بناء المجتمع , هذه العقبة هي المرأة أيضاُ للأسف وهذه المرأة أيضاً ليست تلك المختلفة توجهاً كتلك التي ترفض الموافقة على تشريع " قانون التحرش " مثلاُ وتراه تشجيعاً على الاختلاط وخروج المرأة للأسف ! المرأة التي أقصد هي المبالغة في ذات المطالبة التي نراها جميعاً حقاً مشروعاً للمرأة , فنرى الكلام المستفز الفارغ الذي لا يستند إلى عقل أو منطق , بل نجد تلك المرأة في حالة حرب مع المختلف عنها في حوارها التلفزيوني أو تغريداتها التويترية , فتشعر وأنت تستمع إليها أو تقرأ لها بكمية الخواء الفكري الذي يضر بمنجزات المرأة السعودية نفسها , والمبالغة التي لايؤيدها واقع نعيشه , فمن الضروري أن تكسب الآخر بحكمة وتعقل , وعدم استفزازه بكلام لا يسمن ولا يغني من جوع, كما أن لا مردود له يذكر أو يؤثر في مسيرة المرأة السعودية , غير خسارة مكتسبات جاهدت المرأة من خلال معركة التعليم قبل ثلاثة عقود في تحقيقها والحصول عليها , نماذج تلك المرأة المستفزة المتهورة لابد من الوعي لها وترشيد حوارتها ومواقفها التي تحط من قيمة مكتسبات ما وصلنا إليه نتيجة الوعي بالتركيبة القيمية والمعرفية لمجتمعنا , و عدم التسرع في قطف ثمار لم يحين قطافها , فالحساب الدقيق لعامل الزمن في بناء الحضارات مهم وعدم إغفاله هو مهارة في صالح من يجيد معرفته .
أحمد الله أن هذه النماذج النسائية قليلة ولكن صوتها عال للأسف ولذلك فالوعي لها مهم , في ظل الحضور الطاغي الجميل للمرأة السعودية الواعية بما تريد وكيف تريد , وحساب التوازنات في ظل واقعنا أفضل من تسجيل مواقف شخصية لا تخدم أحد , والهدف الواضح منها هو شهرة ذاتية فقط لمن قامت بالموقف , والذي لا يلبث أن تتلاشى تلك المواقف مع أخرى أكثر تهوراً من أخريات , وهذا ما يضر كثيراً بمسيرة المرأة السعودية التي تطمح في مدونة أحوال شخصية تنصفها وأبنائها أكثر من حملات القصد منها فقط الشهرة والشهرة فقط !