القصاص من (47) إرهابيا بالمملكة تكشف ضعف التواجد الإعلامي السعودي على الساحة العالمية
إعداد: محمد حضاض
أدت الاحكام الشرعية الحازمة بالقصاص من (٤٧) إرهابيا عاثوا فسادا في الأرض إلى شن حملة إعلامية غربية ضد الأحكام القضائية للمملكة، وتسابقت الصحف الأمريكية والبريطانية إلى انتقاد الأحكام ومحاولة تشكيل رأي عالمي عام ضد تلك القرارات ، هذه الأحداث كشفت عن ضعف تواجد الإعلام السعودي والخليجي في الإعلام الغربي، وفشلهم في اقناع المجتمع الغربي بتلك القرارات.
هذه القضية الأسبوعية ناقشتها مجموعة "نخبة الثقافة والإعلام" وتساءل معدها كيف يمكن للمملكة أن تشكل لوبي ضاغط داخل الإعلام الغربي؟ وهل الدخول برؤوس أموال ضخمة في ملكيات وسائل الإعلام يكفي لتحقيق ذلك وما الذي يجب أن يفعله " الإعلام السعودي" بشقيه الحكومي والخاص، لإيصال الصورة الحقيقية للمجتمع الغربي.؟.
□ إمبراطورات إعلامية ليس لها تأثير
الدكتور عبدالله العساف للأسف إعلامنا مقصر في عكس صورتنا الحقيقية كما ينبغي ونحن بحاجة إلى استراتيجية وطنية إعلامية وألا يكون الإعلاميون معاول هدم بنقلهم صورة غير إيجابية عنا جميعنا بحاجة أن نكون سواعد تبني من أجل الوطن ومن أجل الأجيال القادمة علينا أن نبني علاقات متينة بصناع القرار ونعرف كيف نستثمرها ونوظفها فإيران مثلا تمتلك "لوبي" وصوتا قويا ومؤثرا داخل أمريكا نحن نمتلك امبراطوريات إعلامية - ملكية كاملة أو جزئية - وليس لها تأثير على أرض الواقع في أحسن الأحوال!! علينا امتلاك الفكر والرؤية أو امتلاك من يمتلكهما فليس المهم الوسيلة الإعلامية بقدر معرفتنا بأسرار تشغيلها وتعطيلها متى ما أردنا وينبغي علينا بناء شراكات استراتيجة مع الإعلاميين وأساتذة الجامعات والمثقفين .
□ صحوة إعلامية ذكية
عبدالرحمن السدحان قال إن هناك قصور في حراكنا الإعلامي في اختراق حجب الجهل ببلادنا أو التجاهل المتعمد اختفي ديار الغرب خاصة لتبقى هويتنا نهباً للتشويه وعشوائية الأحكام ولتبقى سمعتنا ( وجبة ) جاهزة على مائدة الإعلام الآخر المسير بالعداء التاريخي منه والمفتعل سياسياً . نريد صحوة إعلامية ذكية تضع بلادنا الغالية على خارطة الفهم والوعي والإنصاف لنا عربيا وعالمياً! ترى متى سيتحقق ذلك ؟
□ ناعقون ومرجفون
ويعتقد محمد فرج العطوي أن المعتدلين فكرا ورأيا مقتنعون بعدالة الإجراءات السعودية خاصة في مكافحة الاٍرهاب ، ولسنا بحاجة إلى إقناع الرأي العام الغربي أو ملزمون بذلك ، لأننا على نهج واضح ودستور إلهي يكفينا عن غيره .
□ ضعف السياسة الإعلامية السعودية
خالد السليمان يقول للأسف إعلامنا عجز عن القيام بدور مؤثر يوازي حجم المملكة الخارجي سياسيا واقتصاديا ، وخطابه تغلب عليه اللغة المحلية والنبرة التوجيهية ، وما زال أسير ثقافة التلقين والإنشائية ، قد أكون قاسيا لكن الواقع الإعلامي المعاصر مع تبدل أدوات الإعلام وتجاوز المتلقي لحصار الرقيب يكشف حالة ضعف في الدفاع عن مصالح البلاد وشرح عدالة مواقفها وقضاياها ، وعجز بعض المسؤولين عن فهم المتغيرات في أدوات الممارسة الإعلامية ولغة الخطاب ووعي المتلقي والمملكة تخوض حربا في اليمن منذ سنة تقريبا والمنطقة تموج بالمخاطر والقلاقل والتحديات منذ سنوات وككاتب رأي يفترض أننا نصنع الرأي العام و نؤثر به ونزرع الثقة في المجتمع ونبدد مخاوفه ، حتى اليوم لم نجد من المسؤولين من يلتقي بنا ليشرح لنا ما يجري حولنا أو يحدد لنا اتجاهات سياسة البلد وسط هذه الفوضى التي تضرب المنطقة ،حتى رؤساء تحرير الصحف لهم نفس الشكوى ، كل ما ينشر هو اجتهادات ذاتيه تمليها روح المواطنة !!
□ استراتيجية طويلة المدى
عصام الثقفي قال لابد من وضع استراتيجية طويلة المدى مدروسة بعناية وإحكام ليصل صوتنا إلى الرأي العام العالمي ، وبخاصة في المجتمعات غير الإسلامية ، وأضع هنا بعض الافكار التي قد تساهم في إيصال صوتنا وشرح وجهة النظر السعودية لأكبر قطاع من شرائح المجتمعات الغربية منها التنسيق مع الجامعات في الدول الاجنبية ومراكز الدراسات الدولية لعقد ندوات للتعريف بأنظمة القضاء في المملكة ، وتعاملها مع ملف حقوق الانسان ، يشارك فيه المتخصصين في هذه القضايا من رجال فكر وحقوقيين واكاديميين بعيدا عن الممثلين الرسميين للدولة ، ويُدعى لهذه الندوات في المقابل نظراؤهم في الدولة المضيفة ، ودعوة رجال ووسائل الإعلام للحضور والمشاركة ، ومن المهم جدا مشاركة المرأة السعودية في مثل هذه الفعاليات ، وأيضا تنظيم معارض للفنانين السعوديين بمختلف فنونهم كالرسامين التشكليين والرسامين والنحاتين مثلا تجوب أهم عواصم الدول ، على أن تكون مستمرة طوال العام ، وهذه من أهم المهام المناطة بوزارة الثقافة والاعلام ، وتجنيد أصدقاء للمملكة من أهل هذه الدول أو المقيمين فيها ويتحدثون لغاتها للتواصل مع مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي للرد على أي معلومات مغلوطة عن الدين الإسلامي أو المملكة ،، وهذه من مهمات سفارات المملكة في الخارج ، وكذلك تفعيل أنشطة المجتمع المدني لتخرج خارج نطاق حدود المملكة ، وقد نجحت هذه التجربة اثناء قيام الملك عبدالله ـ رحمه الله ـ بعدد من الزيارات لدول آسيوية فيما بين الاعوام ٢٠٠٣-٢٠٠٧م ، وتكرار تجربة الاسابيع الثقافية السعودية ولو بشكل اقل من حيث المشاركات ، على ان تكون بصورة مستمرة ، فالقليل المتواصل أفضل من الكثير المنقطع ، والمجتمعات الغربية محبة للآثار ، ولدينا من الاثار الاسلامية وتاريخ ما قبل الاسلام الكثير ، ومن المفيد أيضا أن تكون هناك معارض ثابتة تجوب العواصم ، وللهيئة العامة للآثار تجربتها الغنية في ذلك ، وأقصد أن يكون لنا تحرك في الخارج على مختلف الاصعدة بعيداً عن العلاقات الرسمية بين الحكومات ، فشعوب هذه الدول لا يهمها الاتفاقيات ولا الزيارات الرسمية ولا التبادل التجاري ، يهمها ان تعرف كيف نفكر كشعب ولماذا في مجتمعنا المرأة ناقصة الحقوق - حسب زعمهم - مثلا ، ولماذا نطبق هذه الاحكام الجائرة - حسب زعمهم ايضا - ضد الخارجين عن القانون كالإعدام وقطع اليد والجلد، للأسف الصورة مشوهة جدا عنا في الإعلام الغربي وتزداد تشويها ، إذن المسألة ليست إعلام في مواجهة إعلام وإنما تركيبة متكاملة ومتجانسة بين القطاع الرسمي والإعلام والمجتمع المدني لنعمل على تغيير الصورة في الغرب فلا زال الوقت متاح .
□ بناء الإعلام من الداخل
عبدالعزيز قزان حتى نكون مؤثرين علينا أن نبني من الداخل إعلامًا حقيقيًّا يعتمد الحرية منهجًا و البحث عن الحقيقة سلوكًا وعندما نخرج من عباءة الخطاب الرسمي إلى رحابة الهم الوطني بدون مزايدات في الوطنية ، والإعلام يحتاج بيئة حاضنة محليا لينطلق من الحناجر التي لا صوت لها و إلا فإننا بمثل هذه الطروحات نعمق التسطيح عندما نلمح إلى المداخلات ( المطلوبة ) هكذا أفهم الإعلام وهكذا بعد ما يقرب من ٤٠ عامًا أتصوره .
□ فجوة بين جهود الدولة ومواكبة الإعلام
الدكتور خالد مرغلاني قال نحن بحاجة ضرورية إلى منظومة إعلامية متكاملة ، ولغة خطاب مغاير وذلك يتطلب حزمة متكاملة من العمل الإعلامي الذي يرتكز على تخطيط بعيد المدى يتبع استراتيجيات واضحة المعالم توظف قنوات الدبلوماسية العامة والإعلام الدولي بكافة أشكاله من خلال حملات إعلامية حرفية تبتعد عن الارتجالية ، وأيضاً الإنشائية واللغة الخطابية ، لقد أصبح تطبيق وتنفيذ الحملات الإعلامية المقننة سمة العصر المميزة , وأضحى توظيف قنوات الإعلام واستراتيجيات الإقناع القاسم المشترك لتنفيذ جميع الخطط والبرامج والأنشطة والاستراتيجيات التي تنتهجها المؤسسات والمنظمات المتقدمة التي أثبتت تفوقا ملموساً في مجالها، وأعلم أن هناك جهود تبذل على المستوى الوطني لكن يقيني أن توحيد جهود الإعلام الخارجي في وزارة الثقافة والإعلام والجهود المبذولة من خلال الدبلوماسية العامة لوزارة الخارجية سيعمل على صياغة مزيج متكامل من العمل الإعلامي المهني لنضع بصمة واضحة وبيئة عمل فاعلة توازن مع الجهود التي تبذلها الدولة فلا شك ان هناك فجوة واسعة بين ما تبذله الدولة من جهود سياسية ودبلوماسية وبين حجم وفاعلية مواكبة الاعلام الوطني لذلك .
□ قنوات تنطلق في الخارج
عبدالله الجميلي قال إذا كُــنّـا نعيش في عصر ثورة وسيطرة الإعلام بمختلف قوالبه وأدواته الحديثة، وقــدرته الظاهرة على التأثير في العقول والمجتمعات؛ فإن إعلامنا (أو لِـنَـقُــل معظمه) مُـتَـقَـوّقِـعٌ على نفسه، فما يُـطرح فيه إنما هــو للاستهلاك المحلي، فنحن بعيدون عن المحيط الخارجي، ندور فقط في فَـلَـكِـنَـا، ونخاطب أنفسنا بتقارير وأخبار ومقالات لا يراها ولا يقرؤها أو يسمعها إلا (نَـحْــن)! إفرازات الواقع ومعطياته، وما مَـرت بها بلادنا مِـن أحداث قريبة، وقُـدرة الإعلام على صناعة الـحَـدث ومَـا يَـتْـبـعه (كلها) عوامل تنادي بسياسة إعلامية خارجية جديدة لا تنسى الداخل؛ لكنها تُــركز على زراعة الأصدقاء بالخارج، ونحن ولله الحمد نملك رصيداً ضخماً من العطاءات والإنجازات قادراً على كسب القلوب التي نبضها الصادق سيرفع الراّيات دِفَـاعاً عنّـا في مواجهة أصوات وأقلام أعدائنا! وفي هذا المجال كم أتمنى إطلاق قنوات فضائية بميزانيات ضخمة بلغات مختلفة تنطق بالحَـقّ بلسان بلادنا، إضافة لِـنشر الثقافة الإسلامية الصحيحة والمعتدلة! نريد قنوات تنطلق في الخَـارِج وتُـوَجّـه إليه، تُـبَـثّ عبر الأقمار الصناعية بالإنجليزية والفرنسية والإسبانية والصينية والروسية والأوردية وغيرها من اللغات الـحَـيَّـة! أيضاً شراء ساعات في القنوات العالمية المُـشَـاهَـدة على مستوى العالم، وملاحق في الصحف الكبرى وبرامج في الإذاعات المشهورة لِـبَـثّ تقارير تسلط الضوء على وطننا، وما يبذله لخدمة الإسلام والمسلمين بخاصة، والإنسانية والـسِّـلْـم العالمي بعامة، مع استثمار لكل إمكانات مواقع التواصل الحديثة! أخيراً إذا كانت بعض الـدول تسيطر على الإعلام بالتزوير والتدليس؛ فإنّ المملكة العربية السعودية (حكومة وشَـعباً) تمتلك سِـجلاً كبيراً سطوره وصفحاته تنبض بالحقّ والعطاء الإنساني فمتى نُـحْـسِـن عرضِـه لِـيَـشْـهَـد لنا بالحقائق دون مِـنّـة؟
□ حروب إعلامية مدمرة
راشد الزهراني قال إن هناك من المسؤولين أو الإعلاميين من ظهروا على الشاشات وكانوا في قمة الحكمة والرأي السديد وما لبثوا إلا ويخونهم التعبير بآرائهم المخالفة لسياسة الدولة والتي لم تتناسب مع الوضع الذي نعيشه فمنعوا من الظهور حفاظا لهم ولمكانتهم وحتى لا يثيروا جدلا لا يحمد ، لربما تشن تلك الحروب الإعلامية حروب مدمرة لا تقف عند حد معين فنحن نواجه مشكلة الإعلام بمختلف وسائلة داخليا ولم ولن تستطيع وزارة الإعلام حلها لدرجة عزوف الكثير من المتضررين المظلومين عن الصحافة والإعلام بسبب الخطوط الحمراء التي وضعها رؤساء التحرير وما خفيا كان اعظم .