الإعلام الجديد هو الأكثر حضورا في حياة الناس
إعداد :إبراهيم بهكلي ، خير الله زربان
تعددت وسائل الإعلام وتطور بعضها وأوشك بعضها على التنحي عن مكانته مع استمرار التنافس القوي بين الوسائل الحديثة التي تعمل على مواكبة عصر السرعة باستخدام التقنية الحديثة .
وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي ، أو ما يعرف بالـ"سوشيال ميديا "social media" هي العنصر الأكثر حضورًا في حياة الناس المعاصرة، مما ساعد ذلك في تقريب المسافات الزمنية، وأتاح انتقال الأخبار بشكل سريع وسلسل، ولكنها أضحت متعددة السلبيات ، وفي ضوء ذلك هل يمكن أن تتدارك بعض تلك الوسائل المهددة الاختفاء القصري بتطوير أدائها خاصة الصحافة الورقية التي خسرت صناعة الخبر الآني ( الحدث ) وأهملت صياغة تحليل تلك الأخبار ؟ وكذلك بعض المحطات التلفزيونية الحكومية التي لايزال كثير منها يراوح أمام الأخبار المقولبة والفضائيات المسطحة التي تنشر ميكروب الفكر الملوث، وهل ستحافظ بعض الوسائل الإلكترونية على استمراريتها في ظل اختلاق وتزييف بعض الأخبار والحقائق، وتدني اُسلوب الخطاب والحوارات الإعلامية غير اللائقة بوسائل التواصل الاجتماعي باختلاف أنواعها، وأين دور المتخصصين في هذا المجال الإعلامي من الأكاديميين والمثقفين ، الذين تَرَكُوا الساحة للمهرجين والمنظرين وبعض المراهقين، وكيف يمكن التقليل من هذه الآثار السلبية؟
كل منتج له تفرده وبقاؤه
يقول الشاعر الاستاذ/ محمد فرج العطوي أن المستقبل الإعلامي سيكون لوسائل الاتصال السريعة، فهذه الوسائل وفرت الوقت والجهد والمال على مستخدمها إضافة إلى السهولة في البحث والتواصل، ويرى
أن المجتمع تقبل هذه الوسائل وتعامل معها باهتمام ، وأصبح يعتمد عليها وأشار إلى أنه مؤمن بأن كل منتج له ميزته وتفرده وبقاؤه، وأضاف أنه ليس ذنب وسائل التواصل الاجتماعي أن تستغل لنشر الأخبار والمواضيع غير اللائقة ، لكنها مسألة وعي وثقافة للتعاطي معها من قبل مستخدميها.
الصحافة الورقية جزءا من طقوس الإفطار
وقال الادبيب والقاص أ. محمد قدس إن الناس اعتادوا على أن تكون الصحافة الورقية جزءا من طقوس وجبة إفطارهم في الصباح ومن عاداتهم اليومية، فالصحافة اهتمت بقضايا الناس ،وتخصصت في نقل الأخبار وطرح الآراء حولها، وهو ما جعلها مصدرا مهما لتوعيتهم، ومعرفة الأخبار التي تهمهم في الداخل والخارج، وأضاف أن مستقبل الصحافة العربية التقليدية بدأ مهددا بالاختفاء والانحسار بعد أن أعلنت صحيفة السفير اللبنانية توقفها مشيرا إلى أن بعض الصحف الأخرى تتعرض لاتخاذ نفس القرار نتيجة الظروف الاقتصادية من جهة ،ومن جهة أخرى عدم قدرتها على الصمود أمام النجاحات التي تحققها الصحافة الإلكترونية الأسرع والأكثر تأثيرا وانتشارا
المتلقي إعلامي
وذكر الكاتب أ.خالد السليمان أنه في مؤتمر القمة العالمية للإعلام الذي عقد في الدوحة مؤخرا والذي ضم عددا من كبريات المؤسسات الإعلامية العالمية ، كان العنوان الأبرز في كلمات ومناقشات بعض رؤساء المؤسسات الإعلامية التقليدية وحشد من الإعلاميين من مختلف أنحاء العالم هو كيفية مواجهة تحديات الإعلام الجديد!كان المجتمعون متفقين على أن المؤسسات الإعلامية التقليدية كوكالات الأنباء والشبكات التلفزيونية الإخبارية والمنصات الإعلامية المختلفة لا تملك خيارا سوى توظيف التقنية الحديثة وتطور من أدوات الإعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماعي التي جعلت كل إنسان قادرا على أن يتحول بوسيلته التقنية إلى منصة إعلامية، من الذي يملك اليوم قرار بث أو حجب المادة الإخبارية والإعلامية؟!
لقد أصبح المتلقي اليوم أيضا إعلاميا يمكنه أن يرصد الحدث وينقله ليصل إلى جميع أنحاء العالم، ومن هنا يواجه الإعلام التقليدي تحديات حقيقية تلزمه بالتحول إلى أطر مختلفة من العمل الإعلامي، ومن يظنون أن أحدا يعرف أين يقودنا المستقبل فهم واهمون، فالتغيير أسرع من أن يتنبأ أحد بنتائجه ولا نملك سوى مواكبة خطواته السريعة.
عصر السرعة المعلوماتية
أ.مشاري سليم ( اعلامي )يذكر أن نقل الخبر تطور عبر العصور بواسطة وسائل معينة، وقد أخذت الصحافة الورقية حيزاً كبيرا من الاهتمام من قبل الاشخاص مما جعلها تحتل المرتبة الأولى في نقل الأخبار لقرون طويلة إلى أن تدهورت لتترك المكان للصحافة الرقمية التي أصبحت محط اهتمام الكثيرين من الشباب الذين يفسرون هذا الاهتمام المبالغ فيه أحيانا بأنه "عصر السرعة" وأنه بفضل "السوشيل ميديا" أصبح المواطن على دراية كاملة بتفاصيل الخبر بعيدا عن التشكيك بما أنه منقول بالصوت والصورة وهذا على العكس مما عليه في الصحافة الورقية التي اتهمت في كثير من الاوقات في التلاعب وتغيير الأحداث، وتطور الصحافة من الورقية الى الرقمية سلاح ذو حدين، فهي مرنة وسلسة ويمكن أن تكون دمارا خصوصاً مع التطور المستمر لتلك الوسائل مما يجعل بعض المحترفين يحرفون الخبر من خلال التلاعب بالصور والأصوات، ويمكن أن تبقى الصحافة الورقية ملجأ للتأكد من صحة الخبر ومصادره، وهذا هو دور المتخصصين الإعلاميين في تقليص ومحاصرة هؤلاء المرتزقة وبث روح الكفاءة والمصداقية في نقل الخبر وصياغته.
دمج الصحف الورقية
وقال رجل الاعمال أ.سعيد عسيري إن الإعلام الجديد أوجد له موقعا متقدما في كل حراك الإعلام التقليدي اليومي ولكن مع الأسف الشديد فإن جل إعلامنا العربي ليس أعلام محترف مسؤول ، أعلام تقليدي حتى في صناعة الخبر والمحتوى وإثارة تقليدية انتهت من قاموس الإعلام المحترف منذ زمن.
وبين أن الإعلام المطبوع سيظل مطلوبا لنصف قرن آخر ربما لكن المستفيد منه عدو التقنية
وأكد أن وزارة الإعلام ستكون أكثر قدرة على التحكم مستقبلا في قيم الإعلام وآثاره من خلال مراقبة النتاج الفكري للعاملين في الصحافة تحديدا ،واقترح دمج الصحف الورقية الثمان في صحيفة واحدة تسمى "الوطن " وتبقى منصات التقنية ميدان جميل للتنافس على القاري والمعلن معا.
دورة حياة المنتج
وبين أ.محمد العمري مدير عام السياحة والتراث الوطني بمنطقة مكة المكرمة أن الصحافة الورقية الآن تمر (بدورة حياة المنتج ) فعلى سبيل المثال عندما تم اختراع وإصدار أول صحيفة ورقيه كانت تلك ثوره كبيره جداً، وفجأة ظهر منتج جديد في منتصف التسعينات وهو "الهاتف الجوال" وبدأ بتطور في نقل الأخبار بدلاً من قراءتها وتطورت صناعة الجوال الى ما يسمى الجوال الشامل وارتباطه بوسائل التواصل الاجتماعي ومن هنا بدأت حياة هذا المنتج.
ولا نعلم ما سيتم في القريب العاجل من بدء هبوط منتج التواصل الاجتماعي ودخول منتج جديد ،ولنا في الانتاج من خلال التصوير ثلاثي الأبعاد خير دليل على التقنية القادمة .
شعبية الصحف الورقية قليلة
الصحفي أ. فيصل المران يقول ان الصحف الورقية أخذت في التراجع بعد ظهور كثيرا من الصحف الإلكترونية وزاد هذا التراجع بشكل ملحوظ بعد ظهور وتنوع الاعلام الجديد أو ما يعرف بوسائل التواصل الاجتماعي ، ولكن
ومع ذلك لازالت هنالك بعض الصحف الورقية صامدة إمام هذه التحديات وكثيرا منها بدأ في مواكبة المستجدات عبر إنشاء وتطوير مواقعها الإلكترونية، وذكر أنه هناك عوامل ساهمت في صمود الصحف الورقية كالمصداقية والصورة الذهنية السابقة للقارئ وارتباطه بها وأرى ان الصحف الورقية ستبقی ولكن بشعبية أقل من السابق.
تعددت وسائل الإعلام وتطور بعضها وأوشك بعضها على التنحي عن مكانته مع استمرار التنافس القوي بين الوسائل الحديثة التي تعمل على مواكبة عصر السرعة باستخدام التقنية الحديثة .
وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي ، أو ما يعرف بالـ"سوشيال ميديا "social media" هي العنصر الأكثر حضورًا في حياة الناس المعاصرة، مما ساعد ذلك في تقريب المسافات الزمنية، وأتاح انتقال الأخبار بشكل سريع وسلسل، ولكنها أضحت متعددة السلبيات ، وفي ضوء ذلك هل يمكن أن تتدارك بعض تلك الوسائل المهددة الاختفاء القصري بتطوير أدائها خاصة الصحافة الورقية التي خسرت صناعة الخبر الآني ( الحدث ) وأهملت صياغة تحليل تلك الأخبار ؟ وكذلك بعض المحطات التلفزيونية الحكومية التي لايزال كثير منها يراوح أمام الأخبار المقولبة والفضائيات المسطحة التي تنشر ميكروب الفكر الملوث، وهل ستحافظ بعض الوسائل الإلكترونية على استمراريتها في ظل اختلاق وتزييف بعض الأخبار والحقائق، وتدني اُسلوب الخطاب والحوارات الإعلامية غير اللائقة بوسائل التواصل الاجتماعي باختلاف أنواعها، وأين دور المتخصصين في هذا المجال الإعلامي من الأكاديميين والمثقفين ، الذين تَرَكُوا الساحة للمهرجين والمنظرين وبعض المراهقين، وكيف يمكن التقليل من هذه الآثار السلبية؟